هنا باقون كالأزل .. نشدُّ جذورنا لجذورنا الأَوَل .. و نُقَبّل شوك هذي الأرص بالمُقل .. أما خُلقت الأفواه للقُبل ؟ هنا باقون كالأزل .. هنا باقون مثل الصخر لن نبرح .. و إن يُهدم لنا بيت .. و إن نُشنق و إن نُذْبح .. فهذي الريح مَوَّالٌ لنا يصدَحْ .. و هذا الزرع أطفالٌ لنا تمرَحْ .. هنا باقون مثل الصخر لَنْ تَبْرحْ .
أنشدتها طفلة فلسطينية من قلب غزّة ، من نبض غزة ، من مقاومة غزة ، و من تحت ركام غزة ، كشعرٍ مُرتجلٍ تمحو به الألمَ ليحيا الأمل .. باقون كالأزل .
–
و إنْ سألوك عن غزّةَ ، قل لهم : بها شهيد .. يُسْعِفه شهيد .. و يُصوّره شهيد .. و يُودّعه شهيد .. و يُصلّي عليه شهيد ..
إيّاك أنْ تظنَّ يوماً بأنّك تعرف شخصاً ما تمام المعرفة ، و تتوهم بأنّك مُلمّ بجوانب شخصيّته و دوافعه و أفكاره فَتُفسّر أفعاله و تصرفاته من مُنْطلقِ تصوّرك لا من مُنطلق حقيقته ، و تؤطّره في إطار لا يشبهه ولا ينتمي إليه ، و كُنْ على يقين بأنّ (في كلَّ إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه).
للّه درّكم يا مجاهدي غزة .. ما أعظمكم .. ما أشمخكم .. ما أجملكم .. و أنتم تصطادون صناديدَ عدوّكم.