بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على كلّ طاغيةٍ ظالمٍ جبّارٍ معتد أثيم ..
بين الإستعباد والعبوديّة والحرية .. موقف .. موقف عزٍّ فقط .. يقفه الإنسان ليُدافع عن كرامته .. ولتكون له شخصيّته الخاصة به وحرّيته المسؤولة .. بعيداّ عن الإستكراه والكبت والقهر والإستعلاء والإستكبار والضغوطات النفسيّة منها .. والماديّة .. فالحريّة أمرٌ عظيمٌ .. وشعورٌ رائعٌ مُريح يشعر به الإنسان حين يكون حرّاً فقط .. حتى أنّ الله سبحانه وتعالى في مسألة الإيمان والإعتقاد به جعل الخيار للنّاس في هذا الشأن العظيم الخطير .. لكي يمارس كلّ إنسان حرّيته كما يؤمن ويعتقد .. فهو خلقه وخلق له عقلاً ليميز به .. بين الخير والشر .. بين الصالح والطالح .. بين الفضيلة والرذيلة .. وجعل الخيار للإنسان في كلّ هذا بعد أن دلّه وأرشده على الطريق الصحيح السليم ..
قال تعالى : ” فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر .. ” ” لا إكراه في الدين .. قد تبيّن الرشدُ من الغي .. ” إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً .. وإمّا كفوراً ” صدق الله العظيم
إذاً الحريّة .. والعيش بعزٍّ وكرامة .. وتكوين الشخصيّة الإسلاميّة الصلبة المطلوبة في مواجهة فتن وأعاصير وتكاليف وضغوطات البشر والحياة الدنيويّة هو في هذا الموقف المميِّز .. والمميَّز بينها وبين الإستعباد والعبودية .. هذا من ناحية .. وهي ناحية هامّة جدّاً جدّاً للمضي قُدماً نحو العلياء طالما في الجسدِ روح .. وفي القلبِ عرقٌ ينبض .. ولكنّ المفارقة الكبرى .. لا بل الأدهى من ذلك كلّه .. أنّه عندما يعتاد الإنسان على العبوديّة .. فإنّه سيُدافع عنها كلّما سنحت الفرصة للحريّة .. وهذا هو العجب العجاب .. واللبيبَ من الإشارةِ .. يفهمُ ..
وللحريّةِ الحمراء بابٌ
بكلّ يدٍ مُضرّجةٍ يُدقّ
وغزّة العزّة .. يا سادة .. تدفعُ ثمن حرّيتها اليوم دماً أحمرَ قانياً عزيزاً غزيراً زكيّاً .. يخطّوه ويسكبوه على أرض فلسطين الحبيبة الطاهرة عن طيبِ خاطرٍ ورضى وقناعة وجدارة وجسارة وعزّ وكرامة .. ويقدّمون التضحيات الجمّة .. الغالية والنفيسة على مذبح تلك الحريّة المنشودة .
أمين سر جبهة العمل الإسلامي
عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي في لبنان
الشيخ شريف توتيو