Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار دولية

رفضاً للصمت الدولي والعربي الرهيب على المجازر اليومية بحق أهلنا في غزة

*كلمة منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير عثمان الجعيد*

التي ألقاها باسم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بالإعتصام الشعبي تنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة واستنكاراً لحرب التجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني المظلوم والمجاهد والصابر في غزة ورفضاً للصمت الدولي والعربي الرهيب على المجازر اليومية بحق أهلنا في غزة.

الذي دعا له لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وتحالف القوى والفصائل الفلسطينية

والتحالف الوطني للتغيير والإنقاذ يوم السبت ٢٦ تموز في حديقة الاسكوا، وسط بيروت.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أيها الإخوة والأخوات،

يا جماهير شعبنا الأبي،

يا أحرار الأمة والعالم،

نقف اليوم في هذا الميدان، أمام مقرّ الأمم المتحدة، لا لنرجو منهم عدلاً، بل لنقول كلمة حقّ في وجه ظلمٍ طغى، وإجرامٍ استشرى، وصمتٍ دوليٍّ وعربيٍّ صار هو نفسه شريكًا في الجريمة.

نقف هنا، لنتضامن لا بالكلام فقط، بل بالموقف والإرادة والعهد… مع غزة، مع فلسطين، مع شعب يقاتل عنّا جميعًا… عن القدس بأقصاها وقيامتها، عن الكرامة، عن الحقّ، عن الإسلام، عن المسيحية، بل عن الإنسانية جمعاء.

أيها الجمع الكريم

ما يجري في غزة ليس حرباً، بل إبادة جماعية ممنهجة، وحصار خنق وتجويعٍ متعمّد، واستهدافٌ للأطفال والنساء والمستشفيات والمساجد والكنائس، ولا عذر بعد اليوم لأحد، لا حاكم ولا مثقف ولا مؤسسة ولا حزب أو حكومة ولا إنسان حر في هذا العالم.

ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد عدوان، بل هو مشروع قتل جماعي شامل، هو جريمة إبادة موصوفة تمارسها آلة الحرب الصهيونية أمام مرأى العالم أجمع.

جيش الاحتلال الصهيوني لم يكتفِ بقصف الأبرياء، بل حوّل الأطفال إلى أشلاء، والبيوت إلى مقابر، والمستشفيات إلى ساحات قتل، والمساجد والكنائس إلى ركام.

في غزة، تُقتل العائلات جماعات، وتُباد الأحياء شارعًا تلو شارع، وتُقصف المدارس بالطلاب، والمخابز بالجائعين، والطرقات بالمُسعفين.

وفي مشهد لا مثيل له في العصر الحديث، يُحاصَر أكثر من مليونَي إنسان، ويُمنع عنهم الدواء والغذاء والماء، ويُقطع عنهم الهواء، وتُمنع قوافل المساعدات من الدخول، بينما أطفالٌ يموتون من الجوع أمام كاميرات العالم، في القرن الحادي والعشرين.

الكيان الصهيوني يرتكب يوميًا مجازر بحق أهلنا، ونحن نرى أشلاء الأطفال، ونسمع أنين الجوعى، ونشمّ رائحة الموت الخارجة من بين الركام… والعالم يتفرّج!

أيها الأحرار

إن صمت المجتمع الدولي لم يعد حيادًا، بل صار تواطؤًا، وصار تغطية للقتل، وصار بندقيةً في يد القاتل، وإن تخاذل الأنظمة العربية عن نصرة فلسطين عارٌ لا يُمحى، وخيانة للأمانة، وتخلٍّ عن أولى القضايا وأشرفها.

ليست هذه فقط حربًا على غزة، بل هي حرب على الكرامة، على الحياة، على الحقّ، على فلسطين، على إنسانيتنا.

لكن الأخطر من صمت العالم، هو ذلك الصمت العربي الرسمي المُخزي، الصمت الذي تحوّل إلى شراكة في الجريمة، عبر إغلاق المعابر، ومنع إدخال الدواء والغذاء، ومجاراة الاحتلال في تجويع شعب بأكمله، عقابًا له على صموده ومقاومته.

هل يُعقل أن يُمنع الخبز عن طفلٍ فلسطيني من معبرٍ عربي؟

هل يُعقل أن يموت الجائع على الحدود، وأبوابُ الإخوة موصدة؟

هل هذه هي العروبة؟ هل هذا هو الدين؟ هل هذا هو الشرف؟

من منطلقنا الإسلامي، نقول:

“ومن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم”

ومن منطلقنا الوطني، نقول:

غزة تدافع عن شرف هذه الأمة، وإن سقوط غزة سقوطٌ لكل عاصمة عربية بعدها.

ومن منطلقنا الإنساني، نقول:

أوقفوا هذه المجازر، أوقفوا هذه الوحشية، فلا شيء يبرّر قتل الأطفال وتجويع المدنيين.

ونحن هنا لنعلن أننا لن نصمت.

نقول لكم من لبنان، باسم الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية:

لن تقتلوا صوتنا كما قتلتم أطفال غزة،

لن تجوّعوا ضمائرنا كما جوعتم أبناء فلسطين،

لن تسكتونا عن الحق، مهما اشتدت العواصف.

من هنا، من بيروت، نقول لأهلنا في غزة:

أنتم لستم وحدكم…

دمكم دمنا، وجوعكم جوعنا، وصمودكم وسام عزّ على جبين هذه الأمة.

أيها الأحرار في العالم

أنتم الأمل الباقي، أنتم الصوت حين خرس الآخرون، فلتعلُ هتافاتكم، ولتكتب أقلامكم، ولتتحرّك ضمائركم، وكونوا كالموج الهادر بمسيراتكم الداعمة… لأن ما يُرتكب في غزة هو جريمة العصر، وصمت العالم عنها هو وصمة عار في جبين الإنسانية.

يا أهلنا في غزة

من بيروت، التي لم تبخل بإسنادها والتضحية بخيرة مقاوميها نصرة وإسناداً لغزة وعلى رأسهم أشرف قائد صادق الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله مع اخوانه من القادة.

من أمام مركز الأمم المتحدة،

نعاهدكم أن نبقى معكم، لا نخون ولا نلين،

صوتكم هو صوتنا، وجراحكم جراحنا، ونصركم آتٍ بإذن الله.

غزة لا تُركع

فلسطين لا تموت

والمقاومة لا تُهزم

والنصر وعد الله لعباده الصابرين.

﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾.

المجد لغزة

الخلود لشهدائها

الحرية لفلسطين

والعار للمتخاذلين

والسقوط للظالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى