أكد العدو الإسرائيلي المؤكد من خلال عمليته العسكرية البالغة الخطورة والاستهتار بالدول الاخرى والمتمثلة في عدوانه الغريب والعجيب على سيادة دولة قطر متذرعا بـ”حقه” في اغتيال قيادة حماس في قطر في اي مكان تواجدوا فيه ومؤكدا استمرار عربدته على كل من يستضيف قادة حماس ويوفر لهم السكن والوجود
والسؤال:
هل كان العدو يجرؤ على استهداف قيادة حماس في تركيا التي تحتضن الى جانب قطر رجال حماس!! وهل يفعلها وتقول المعلومات المؤكدة ان القيادة في حماس كانت تستشعر الاحتمالات المبيتة التي كانت تضمرها اسرائيل والتي يمكن ان تقوم بعمل لا يخطر على بال، فاتخذت الإجراءات اللازمة (ولا يعرفها أحد) والتي افشلت اهداف الاغارة على الدوحة واصاب العدو في مقتل والذي عاش ساعات طويلة من الترقب قبل أن يتأكد من فشل مغامرته الفاشلة. وما كانت هذه المغامرة وهذا الاستهداف الا ترجمة لرفض الاداء القطري وضرورة ضبط ما تسميه واشنطن “الخلفية الحمساوية” المنحازة للجانب الفلسطيني ، ويتحدث غربيون عن غضب أميركي اسرائيلي من الدور الاعلامي لقناة الجزيرة في اللغتين العربية والانكليزية والتي تفضح الابادة الجماعية في غزة، وتجاوز قطر لدور “الوسيط” في اخر جولات التفاوض في غرب غزة
وتؤكد اوساط ديبلوماسية ان تداعيات العملية الإسرائيلية الحمقاء على الدوحة قد تكون لها أبعادا اكثر مما هو متوقع، ودليل على سقوط الخطوط الحمراء ، وبات كل شيء ممكن من دون ضوابط ولا موانع تورطت في توقيع الاتفاقات “الإبراهيمية” مع “دولة” اسرائيل التي كانت مرشحة لتشمل دولا اخرى كانت تتريث بانتظار تطورات اخرى هي بالتأكيد كانت تعمل لإطفاء الحريق في غزة المنكوبة تجويعا وقتلا واجراما وهدما لكل قائم على وجه الارض!!
وما جرى في الدوحة هو بداية لتطورات جديدة ، ولا ندري اذا كانت الولايات المتحدة ستبقى تنأى في نفسها حفاظا على مصالحها في الخليج العربي وتكتفي بالامتعاض من القرصنة الإسرائيلية على دولة تستضيف اكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط ، ولم ينس الرئيس ترامب الحفاوة التي لقيها في المملكة السعودية في وقت ليس ببعيد وعاد بمكاسب لا تتوفر ابدا في اي مكان اخر في العالم !!! في الوقت الذي يعلن فيه نتنياهو بداية “اسرائيل الكبرى” شاء من شاء وابى من ابى وهو ما سيجعل الشرق الأوسط بكامله مسرحا لمغامرات اكثر خطورة واشد التهابا من ذي قبل، وربما الاجماع العربي والإسلامي المحتشد هذه الأيام في الدوحة لاحداث هذه المرة قد تتجاوز الاردن ومصر ولبنان واليمن وايران، وهل اسرائيل نفسها قادرة ومتفوقة على دول الشرق الأوسط
وفي هذه العجالة تعود بنا الذاكرة الى همروجة التطبيع الذي شمل اكثر من طرف في الشرق الأوسط ولم تكن قطر هي الوحيدة التي تعاملت مع إسرائيل قبل ان تمون الولايات المتحدة على العديد من الدول بشرعنة التعامل مع إسرائيل ، نراها شبه مستاءة من حماقة اسرائيل على قطر وتنئى بنفسها عن عملية قصف الدوحة وتتأرجح بين معرفتها بالهجوم بعد ربع ساعة من حصولها او قبل ربع ساعة
لذلك ستبقى المنطقة تتأرجح على حماقات اخرى قد تقوم بها اسرائيل ، بعلم الولايات المتحدة ، ومن دون علمها ، واخرها ان الإسرائيليين ابلغوا الحكومة في دمشق بأن كل المواقع والمناطق على بعد عشرة كيلو مترات الى الجنوب من دمشق الى الجولان والاردن وصعودا الى السويداء يجب ان تكون مناطق خالية من اي وجود لقوات سورية وبوجود شرطة محلية غير مسلحة يجري الاتفاق عليها !!
اما نحن في لبنان فسنبقى في حالة لا يُشبع ولا يغني من جوع، ومماحكات سياسية اعتدنا عليها ولا تقدم ولا تؤخر ، الى جانب مبعوثين دوليين اخرهم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار السعودية لاقناعها بالمشاركة في مؤتمر تتحضر له فرنسا دعما للبنان ، قبل وصوله الى بيروت .