هوكشتين عازم على نجاح مهمته
والكتمان يؤدي الى النتائج المرجوة
صحافة اسرائيل: حزب الله عينه على كاريش
عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان.
يمكن القول بعد الاجتماع الثلاثي الذي ضم رئيس الجمهورية والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتين لم يكن سيئا بالحد الايجابي ولا بالحد السلبي واستمر نحو ساعة، وخرج بنهايته الوسيط ليقول ان الاجتماع كان مهما وكان هناك طرف اخر لم يحضر، وهو يقصد الطرف الاسرائيلي، وقال ان الاطراف جميعا جادة للوصول الى معالجة القضايا مباشرة، متمنيا تضييق الفجوات، ولم يكن هوكشتين متحمسا للعودة الى الناقورة قبل التوصل الى الحل النهائي، مؤكدا انه سيواصل جولاته، وان الولايات المتحدة واسرائيل تريدان التوصل الى حل واقعي ومنطقي. وتقول المعلومات المسربة انه تحدث باسلوب جس النبض عن مطالبة “اسرائيل”على حيزٍ من البلوك ٨ او بعضه وتنادي بحقوق اقتصادية مزعومة في البلوكات ٤ و٦و٨ وهي بلوكات تقع في محاذاة الخط ٢٣ واستبعاد اي تأثير جيولوجي محتمل، ويبدو ان العدو الاسرائيلي غير متأكد من حجم الثروة الغازية في البلوكات ٤ و٦ و٧و ٨ وقد تكون كبيرة جدا لذا يحاول الدوران حولها، مثل هذه التفاصيل تنطوي على ما يمكن تسميته بالمماطلة، الا ان الوسيط كان جادا في اشاعة التفاؤل واستمع بتفهم عن مطالبة لبنان بحقوقه الكاملة في حقل قانا مقابل العودة الى الخط المتعرج في عمق البحر والتعدي على مساحة من البلوك ٨، واكد لبنان على الخط ٢٣ دون التنازل عن اي جزء في كامل البلوكات ورفض اي محاولات لجر لبنان الى اي نوع من الشراكة التجارية او في التنقيب.
عمليا ليس متاحا معرفة تفاصيل اضافية عن اجتماع بعبدا يوم امس ولعل ذلك يصب في مصلحة نجاح مفاوضات الترسيم غير المباشرة مع العدو، وقالت الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم عن قرب التوصل لتفاهمات حول الحدود البحرية وان لبنان سيتمكن من التنقيب عن الغاز، وكان واضحا التأثير العملاني لموقف حزب الله التحذيري من التفريط بأي قدر من الثروة النفطية العائدة للبنان، وعلقت صحيفة هاترس الاسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء ان التوصل الى اتفاق مع لبنان بات قريبا في ما خص المياه الاقتصادية وان اي طرف لن يستطيع تحقيق كل ما يشتهيه وان هوكشتين يطمح للتوصل الى تسوية بنهاية الصيف الحالي، ولا يمكن التقليل من اهمية ما يقوله زعيم حزب الله حسن نصر الله بترجمته الى العبرية “اللعب على الوقت لا يفيد”
واوضحت الصحيفة ايضا ان حزب الله لن يتدخل في المفاوضات بين لبنان واسرائيل وان المسؤولية على عاتق حكومة لبنان وهي المعنية بتعزيز الموقف اللبناني في المفاوضات التي ستحدد نتائجها وكيف سيكون موقف حزب الله، وان اسرائيل والولايات المتحدة يسعون الى انجاز الاتصالات بأسرع ما يمكن من بين جملة امور خشية ان يحاول حزب الله بالفعل مهاجمة المنصة مع بدء عملها في ايلول.
ازاء كل هذا الانتظار والترقب والغيرة على الثروة اللبنانية في مياهنا الاقليمية والتوجس من قرصنة “اسرائيل” تنطلق حملة مضادة من صهاينة الداخل على سلاح المقاومة واتهامه بافتعال حرب غير مبررة واثارة غضب اسرائيل والولايات المتحدة واسرائيل واوروبا والعالم وتعريض لبنان للتدمير !!
هؤلاء الذين يفتقدون الى رجل رشيد واحد، وليفهمهم ان سلاح المقاومة يشكل عنصر قوة للمفاوض اللبناني ولولاه لباشرت “اسرائيل” في استخراج الغاز والنفط حتى داخل الخط ٢٣ وقالت للبنانيين : اذهبوا الى الجحيم…
عيب ان يُقابل سلاح المقاومة بمثل هذا الجحود وهو الذي حمى و يحمي لبنان تاركا للدولة قيادة مفاوضات الترسيم ويتولى هو حماية ظهرها وثرواتها، بينما “اسرائيل” مستنفرة على اعلى المستويات تعد للمئة والالف قبل ان تستخرج نقطة نفط او غاز قبل تسوية خلافها مع لبنان…
ومثل هذه الثروة تحت الماء هي للشعب اللبناني ، وسلاح المقاومة هو سلاح لبناني والقادر والمقتدر هو في خدمة لبنان وامنه وثرواته.
ويقول موقع والاه الاسرائيلي ان بناء القوة العسكرية لحزب الله في السنوات الاخيرة لم تتضرر بل تعاظمت، والحزب يعتمد العلم والمعرفة المتراكمة، ومسيرة “حسان” التي حلقت في سماء فلسطين وعادت هي جزء من خطة سرية لحزب الله لبناء سلاح مركب من مجموعة واسعة من الطائرات غير المأهولة ستستخدم لمهاجمة مواقع حساسة في انحاء فلسطين لتلحق الضرر في تفوق سلاح الجو الاسرائيلي.
وتقول والاه ان حزب الله يمتلك ٢٠٠٠ من المسيرات والعشرات من الحوامات (طائرة درون) من انتاج صيني بعضها يستخدم في مهام تصوير وجمع معلومات وبعضها لمهمات هجومية، وترى “اسرائيل” ان مسيرة “ايوب” هي ايحاء من مسيرة هرمس الاسرائيلية التي سقطت في بيروت ٢٠٠٦، ومسيرة اخرى هي (مرصاد ٢) الشبيه بالمسيرة الايرانية (هاجر) . ومنذ العام ٢٠٠٦ خضعت المسيرات لتحسينات ونماذج متطورة كمسيرة (رامي١) وهي نسخة من مسيرة (رعد ١) الايرانية. وفي وقت قريب اخترقت (حسان) اجواء “اسرائيل” وعادت سالمة الى لبنان، وهي معضلة جديدة تواجه الجيش الاسرائيلي.
وقالت صحيفة “يدعوت احرنوت” الصهيونية ان اختراق المسيرة (حسان) الاجواء الاسرائيلية وعودتها اثار ذعرا في الشمال بعد ان هرعت نحوها طائرات ومروحيات حربية للجيش الاسرائيلي، ولم يؤد ذلك الى اصطياد (حسان) التي امضت ٤٠ دقيقة في مهمة استطلاعية على مساحة ٧٠ كلم من فلسطين وعادت سالمة رغم كل المحاولات التي بذلها الجيش الاسرائيلي.