اعتبرت جبهة العمل الإسلامي في لبنان : أن السلطة الرابعة والإعلام الهادف يحمل رسالة سياسية وثقافية وأخلاقية وإنسانية سامية ورفيعة، وأن المطلوب من هذا الإعلام أن يكون صلة وصل ومحبة بين اللبنانيين جميعاً بكافة طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم ومكوناتهم السياسية والاجتماعية وخصوصا في ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة جداً بسبب التصرفات اللامسؤولة من القيمين على شؤون البلاد والعباد، وبسبب رعونة البعض وسوء إدارتهم وتكابرهم وممارساتهم الكيدية واستغلال الطائفية لشد العصب وأصبح الوطن خارج المنظومة الإقليمية والمحلية.
واستنكرت الجبهة: الانحطاط الذي وصلت إليه بعض القنوات الفضائية التي اتخذت من الرموز الدينية مسرحاً للتعبير عن أهوائهم وشهواتهم بل وحقدهم وكراهيتهم لكل ما هو قدوة حسنة للإنسانية جمعاء، وأشارت الجبهة باستهجان الى ما تناولته احدى حلقات السخرية والاستهزاء في إحدى القنوات المشهورة من تعرض للطائفة الإسلامية الشيعية الكريمة فمست بذلك كل اللبنانيين الحريصين على وحدة الشعب والوطن، بل تجاوزت كل الخطوط الحمراء بتعرضها لسبط النبي محمد (ص) وابن ابنته السيدة الزهراء وسيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام الذي هو رمز المسلمين جميعاً، بل هو رمز جميع الاحرار في هذا الكون.
ولفتت الجبهة: إلى أنه لا يجوز السكوت عن إعلام الفتنة المتنقل، ولم يعد مقبولاً تقديم أي اعتذار، وأصبح لزاماً على الحكومة ومجلس النواب ووزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام وكل المسؤولين اتخاذ الإجراءات القانونية والردعية الفورية وإلا فإنه لن تستطيع قوة في هذا البلد تهدئة الأمور اذا انفجر غضب الناس المحق دفاعاً عن مقدساتهم وهويتهم.
من ناحية أخرى رأت جبهة العمل الاسلامي في لبنان تعليقاً على قرار الإتحاد الاوروبي إدراج الحرس الثوري الإيراني الإرهاب: أن هذا التوصيف الجائر والمنحاز للعدو الصهيوني الغاصب ولإدارة الشر الأميركية هو وسام شرف على جبين الحرس الثوري الناصع الذي لم يعرف الولاء ولا السجود الا لله جل وعلا، وأن الحرس وقيادة الثورة الايرانية منذ إنشائها على يد الإمام الخميني (رحمه الله) استطاع تمريغ أنف أمريكا والعدو الصهيوني بالتراب، واستطاع إفشال وإسقاط كل مؤامراتهم الدنيئة الخبيثة الداخلية منها والخارجية. كذلك يأتي القرار خوفاً من قوة إيران النووية اليوم، ومن صدقيتها في التعامل مع حلفائها، ومن دعمها المطلق للشعب الفلسطيني وتعرية عدوان وافتراءات هذا العدو وكشف أساليبه الزائغة والمخادعة، ولأن الشعب الإيراني يلتف حول قيادة رائدة وحكيمة، وبسبب فشل الحصار الأمريكي الجائر ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية واستطاعتها الالتفاف على هذا القرار وخاصة في برنامجها النووي، وفي تصديرها لمنتوجاتها الصناعية ولا سيما قدرتها على تصدير البترول، وبعد فشل كل المحاولات في زرع الفتنة وإثارة الخلافات والمشاكل وتسليط الضوء على قضايا داخلية هامشية ومحاولة تغذيتها، وبعد أن سقطت كل الأقنعة البراقة وانكشف زيفها اتى هذا القرار الاوروبي ظنا منهم أنهم بذلك يستطيعون التأثير على الجمهورية الإسلامية ومواقفها ومبادئها وقناعاتها التي لا تتبدل ولا تتغير في نصرة المظلومين والمستضعفين، وفي الوقوف إلى جانب القضايا المحقة والعادلة، لا سيما قضية فلسطين، وفي قيادة محور المقاومة اليوم والممتد من طهران إلى بغداد فدمشق وبيروت وغزة وكل فلسطين واليمن وفي كل مكان يقف سداً وصداً منيعاً في مواجهة العنجهية والطاغوتية الامريكية الصهيونية. ونحن على يقين أن هذا القرار لن يزيد الحرس الثوري الإيراني والجمهورية الإسلامية إلا إصراراً وتمسكاً بكل ما تؤمن به وتعتقده حقاً رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين ومؤامرات الخانعين.