قام منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد على رأس وفد من الجبهة بزيارة إلى السفارة السورية في لبنان للمشاركة في التعزية التي أقامتها السفارة بالمصاب الأليم وضحايا الزلزال الضخم الذي ضرب سوريا الشقيقة، حيث قدم الشيخ الجعيد العزاء والمواساة للقائم بأعمال السفارة السورية الأستاذ علي دغمان وأركان السفارة باسم جبهة العمل الإسلامي وأعرب عن تضامن الجبهة مع الأخوة السوريين ووقوفها ضمن إمكانياتها واستطاعتها إلى جانب المتضررين.
وبعد ذلك صرح الشيخ الجعيد بالتالي:
شاركنا اليوم باسم جبهة العمل الإسلامي بوفد منها بزيارة سفارة سوريا الحبيبة لمواساتهم في مصابهم الجلل بهذا الزلزال المدمر الذي أصاب كل حر وكل مؤمن بالإنسانية ويشعر بهول ما حصل بالمأساة الكبيرة التي تعيشها سوريا الشقيقة هذه الأيام.
نعم هذا الزلزال ضرب تركيا التي نحزن لما حصل فيها وسوريا، ولكن للأسف هناك حصار ظالم على سوريا من قبل إدارة الشر الأميركية بما يسمى “قانون قيصر”.
نحن من اللحظات الأولى من وقوع هذا الزلزال قمنا بأقل الواجب بالوقوف إلى جانب أهلنا وإخواننا في سوريا فقمنا بجمع التبرعات العينية والمادية والغذائية وغيرها وبعض الآليات ووجهناها إلى محافظة اللاذقية ومنها إلى جبلة حيث كان لنا بعض بلسمة للجراح.
إن شاء الله نحن سنستمر في حملتنا لنصل إلى كافة المحافظات المتضررة، فمن واجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني والقومي أن نكون إلى جانب سوريا ونطالب بكسر الحصار ورفعه، ولا يكفي ما أعلنته إدارة النفاق في أمريكا بتجميده لمدة ١٨٠ يوم، ورغم ذلك لا نرى المساعدات التي تدفق كما ينبغي، بالعكس ما زالت سوريا محاصرة هذه الازدواجية هذا الكيد من قبل الغرب والمؤسسات التي تدعي أنها إنسانية وأنها هيئات إغاثة عالمية لا نجدها اليوم في المناطق المنكوبة في سوريا، لذلك هذا النفاق الغربي والسياسي لا بد أن نقف بوجهه، وأن نتخذ كعرب ومسلمين أحرار موقفاً موحداً بأن نقول لمن ذهب وراء المشروع الأميركي نحو التطبيع: لن تحصلوا من تطبيعكم ولن تحصدوا باتباعكم لهذه السياسة إلا الخسران وسيفوز ويحيا من يقف بعزة كما وقفت سوريا في وجه الإرهاب على مدى ١٢ عام وكسرت هذا الإرهاب ومشروع الفتنة والهيمنة الأمريكية وتغيير القرار السيادي العروبي المقاوم في سوريا.
نحن إلى جانب سوريا في كل الأوقات كما كنا وسنبقى، كما كانت هي إلى جانبنا دائماً وفي عام ٢٠٠٦ خلال العدوان الصهيوني ففتحت أبوابها لنا وكل سوري فتح بيته لمهجر لبناني، لا فرق بين لبناني وسوري في المحن، وإن شاء الله ستنهض سوريا من جديد وتعاود إعمار ما تهدم بقيادتها وشعبها الحي وجيشها وكل مكونات الشعب السوري.