Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

الياس بو صعب اعادنا الى زمن ابو ملحم ومحمد شامل

عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب جولاته على الكتل النيابية والمرجعيات في محاولة للخروج من عبثية المماحكات التي لا توصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، فيما دخلنا في الشهر السابع من الفراغ الرئاسي الموحش !!
ما يطرحه النائب المحترم فعلا الياس بو صعب يمهد لاطلاق ماراتون حواري يؤدي الى انتخاب رئيس، ووضع حد للمواصفات المطلوبة في غياب الترشيحات العملانية، بينما لا مرشح حقيقي ومعقول سوى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية …
اما تلك الشروط والمواصفات والفيتاوات التي يرفعها ويهدد بها البعض، ما هي الا قرقعة وكثرة حكي وغيرة كاذبة، وخاصة عندما يطلقها من يدعي القدرة على صد تدخلات الدول الخارجية ، متوهما القدرة على افشالها، بينما هو لا يساوي شيئا !!
وبالعودة الى مساعي النائب الياس بو صعب، فهي متطابقة مع دعوات الرئيس نبيه بري المتجددة الى الحوار بين جميع السياسيين ، وهو المعبر الالزامي الوحيد للخروج من ازمة انتخاب رئيس موثوق ونظيف من طينة الذين غيبهم الموت ولم يغيب مواقفهم الوطنية من امثال الرئيس فؤاد شهاب وامثاله …
وبالنظر الى مشقة المحاولات التي يبذلها نائب رئيس مجلس النواب والشبيهة بمحاولات الفنان اللبناني ابو ملحم (اديب حداد) الذي امضى اكثر من عقد وهو يعمل لتكريس الصلح بين الناس، ومثله الفنان المختار محمد شامل صاحب الكلمة الفصل عند كل خلاف في برنامجه الذائع الصيت “الدنيا هيك”
على اي حال مساعي الياس بو صعب مشكورة ومباركة “وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى(٣٩)وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى(٤٠) النجم”
وللاسف ان لبنان منذ ان انشئ لم يعرف الاستقرار الدائم بسبب نظامه الطائفي، واللبنانيون ما زالوا الاحرص على هذا النظام الذي بعثرهم واضاع جهودهم وافشلهم وذهب بريحهم رغم انهم ينتمون الى دين واحد “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنـزل إلينا وأنـزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون (٤٩) العنكبوت﴾ ” والى شرائع سماوية متعددة مباركة، فتسيّد عليهم شياطين السياسة الذين نهبوا الثروات وهتكوا الحرمات واستغلوا المناصب وسطوا على مالية الدولة واموال المودعين، حتى عضّ الجوع معظم اللبنانيين، ولولا تحويلات اللبنانيين في الخارج لكان الوضع اسوأ من ذلك واشد فتكا …
لذلك، لا خلاص لوطننا الا بالغاء الطائفية السياسية واعتماد الكفاءة والعلم والنزاهة من خارج القيد الطائفي وجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة ونبذ العصبيات الطائفية، ولا حل للبنان ولا سبيل الى خروجه من النفق الا بتغيير الواقع وليس بمعالجته، وان الربان الذي اغرق المركب لا يجوز ان يكون هو او مثله او على شاكلته من ينقذ المركب .
ويقول رب العالمين في كتابه المجيد “أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (40)الزخرف”

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٣/٥/٨

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى