يمكن القول ان لبنان دخل في سبات عميق منذ سبعة اشهر عقد خلالها مجلس النواب 11 جلسة لم تأت برئيس، في ظل افق مسدود !!
وليس غريبا على بلد تعطل فيه الاستحقاق الرئاسي سنتين ونصف قبل انتخاب العماد ميشال عون ” فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) التوبة” .
ومنهم من هو صادق واكثرهم كاذبون !!
واليوم، تستمر المماحكات والمناورات واجترار الكلام من غير طائل، ويتواصل الكيد السياسي بأبشع صوره، ولا يتخلى احد عن انانيته وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، بل تستمر الخلافات والانهيارات والاخفاقات والانكسارات على مساحة وطن يعاني الفقر واليأس والجوع .
واذا كان بعض اللبنانيين ينتظر كلمة سر تأتيه من الخارج لانتخاب رئيس، فهو واهم، لان الخارج العربي والاجنبي يشترط حصول توافق بين اللبنانيين اولا، والطريق الى انتخاب رئيس للجمهورية يفرض تفاهما لبنانيا لبنانيا الزاميا والتخلي عن انانيتهم، ولا مناص من التفاهم والتحاور فيما بينهم طالما ليس لهم وطن سواه، والنزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس مُلم بطبيعة النسيج اللبناني واعادة الاعتبار لادارة مسؤولة من خارج الطيف السياسي الطائفي والعبور بها الى دولة محترمة من ابنائها المؤهلين انضباطا وكفاءة وخلقا، خلافا لما ألفه اللبنانيون من سرقات وسمسرات في الكثير من النماذج المشهود لها بنظافة وعلو الكعب ثقافة وخلقا ، وليصار الى الاتفاق على مرشح او اكثر ولينجح من يحظى بالاصوات المطلوبة،واذا لم يتوفر ذلك فينبغي ان تتحول الاصوات كل الاصوات لمرشح يتوافق عليه الجميع لانقاذ وطن فيه حوكمة ومساءلة وتحقيق.
واذا كان لبنان انتظر سنتين ونصف لانتخاب الرئيس الاخير، فلبنان اليوم الغارق في قعر جهنم ليس لبنان الامس ولا يستطيع الانتظار ولا ليوم واحد، في حين ان السفيرة الاميركية في لبنان قالت اننا نخشى ان يصبح لبنان بحاجة اكثر الى من يحضنه.