توجّهت جبهة العمل الإسلامي في لبنان: بالتحايا الطيّبة للأمهات في ذكرى عيدهنّ ، ولاسيّما أمهات الرجال والمجاهدين والمقاومين الأبطال في غزّة هاشم وفلسطين ولبنان واليمن الذين أذاقوا العدو اليهودي الصهيوني بأس أمره وأشربوه كأس الذلّ والعار وسقوه مرارة الموت الزؤام بعد أنّ ظنّ أنّه أنهى المقاومة وقضى على القضية الفلسطينية وسلخها بجبروته وطغيانه من قلوب وعقول وصدور الأجيال القادمة ، فكانت تلك الأمّ المجاهدة الصابرة التي ربّت أبنائها التربية الصحيحة الصالحة ، ربّتهم على طاعة الله وحبّ فلسطين ، والإعداد ليوم النصر المبين مهما طال الزمن وعظُمت التضحيات ، ولفت أمين سر الجبهة الشيخ شريف توتيو أنّ الأمّ بعطاءاتها الكبيرة وحنوّها وصبرها وتضحياتها ينبغي أن يكون كلّ يوم هو عيد لها ، بمعنى القرب منها والتقرّب إليها وعدم إهمالها أو التقصير معها في أي جانب من جوانب الحياة وجوانب الطاعة والعبادة لله وحده ، وذلك مصداقاً لقوله تعالى ” ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً .. ” ولقوله تعالى أيضاً ” ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمّه كرهاً ووضعته كرهاّ وحمله وفصاله ثلاثون شهراً … ” صدق الله العظيم
فالأمّ هي الرأس الجامع للعائلة ، وهي التي تمّ وتجمع بحكمتها وحنانها ورأفتها وحنوّها شمل العائلة كلّه ، ولهذا قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
الأمّ مدرسةً إذا أعددتها أعددت شعباً طيّبَ الأعراقِ
لله درّكم يا أيّتها الأمهات الصابرات القانتات الخاشعات ، لله درّكمُ يا من ربّيتم وأنشأتم هؤلاء الرجال الأبطال ، رجال عملية طوفان الأقصى وسيف القدس وثأر الأحرار ومن قبلها من المعارك البطوليّة الخالدة في لبنان وفلسطين ، لله درّكمُ ولا خوف على مستقبل الأمّة مهما تكالب عليها الأعداء من كلّ حدبٍ وصوبٍ بوجود تلك الأمّهات وبوجود هكذا أمّهات ، وستنتصر الأمّة وستنتصر فلسطين ، وسيعود إليها أهلها مظفّرين معزّزين مكرّمين ، وسيعود للأمّة وحدتها وعزّتها وكرامتها ، وإنّ غداً لناظره قريب .