Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

ندوة للتوحيد الاسلامي في المنية عن “الوحدة وفلسطين في فكر العلامة الشيخ سعيد شعبان”

احد فصائل جبهة العمل الاسلامي في لبنان

*إحياءً للذكرى السنوية الـ25 لرحيل أمير التوحيد العلامة المجاهد الشيخ سعيد شعبان رحمه الله، وفي أجواء انتصار أيار 2000 على العدو الصهيوني واندحاره من لبنان، أقامت حركة التوحيد الإسلامي ندوةً فكريةً موسّعةً تحت عنوان “الوحدة وفلسطين في فكر العلامة الشيخ سعيد شعبان”، بمشاركة نخبة من رجال العلم والفكر ممّن عرفوه وعاصروه، وذلك في قاعة الصديق في المنية شمال لبنان.

* قدّم للندوة التي اختتمت بغداء تكريماً للمشاركين الأستاذ أحمد بركات، وقد حضر الفعالية حشد من العلماء وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية ومسؤولي مناطق في الخركة وحشد من المحبّين.

الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان أكّد في كلمته أن وحدة الأمة ليست غاية من غايات الدخول إلى الجنة فقط، بل هي سلوك أرضي بشري يحفظ مكاننا تحت عين الشمس، فبالوحدة نصبح الأقوى بامتلاكنا كل عناصر القوة كل الخيرات والثروات، وإذاك نمتلك قرارنا باتحاد كل مكونات الأمة لنتخلص من السطوة والبلطجة الغربية الأمريكية، بعيدا عن الجزئيات الصغرى التي نغرق بها.
وأضاف شعبان “الشيخ سعيد شعبان رحمه الله وإخوانه استطاعوا في لحظة تاريخية فارقة أن يؤسّسوا مشروعاً جهادياً وحدوياً، والهدف الوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني وافرازاته السياسية إبان اجتياح لبنان 1982، حيث توحّد الشمال خلف المشروع الإسلامي آنذاك (واعتمصوا) فكانت مشاركة أطياف مختلفة في الساحة الإسلامية وبمشاركة مسيحيين، فكانوا معا جنبا إلى جنب فلسطينيين ولبنانيين وسوريين.
الراحل الكبير الشيخ سعيد شعبان عشق المقاومة ودعا لجهاد المحتلين، وكان يقول كما كتب عليكم الصيام كتب عليكم القتال، فكانت مساحة واسعة لأبناء طرابلس والشمال وعكار والضنية والكورة في مشروع جهاد ومقاومة، وكان لنا وللكثير من شبابنا شرف الرباط والجهاد في مواقع الجنوب المتقدمة، لذلك وحدتنا ثم الانطلاق صوب مشروع الجهاد والمقاومة واجب شرعي، وعلينا أن نكون شركاء حقيقيين في التحرير والمعركة الكبرى وزوال هذا الكيان”.

وتابع شعبان “اليوم تبدلت الأحوال بعد الانتفاضة الأولى والثانية، وبعد ملاحم الفرقان وحجارة من سجيل التي خيضت في غزة، ثم معارك الضفة وبعد معارك الطعن والدهس، ثم الصواريخ والمسيرات، وبعد وحدة الساحات وأخيراً ثأر الأحرار، وقبل ذلك التحرير في 25 أيار 2000 والحرب البطولية الملحمية في تموز 2006 فبعد كل ذلك أثبت المقاومون حقيقة أن هذا العدو يهزم وينكسر ويقهر… مضيفاً “في 25 أيار انسحب هذا العدو ذليلاً على أيدي المقاومة الإسلامية في لبنان على أيدي حزب الله وجيشنا الوطني وشعبنا الأبي ومقاوماتنا الوطنية والقومية والإسلامية، اللبنانية والفلسطينية. فالمقاومة هي عنوان الانتصار وعنوان الكرامة الإنسانية وهي عنوان كل حيّ ومن لا يقاوم يعتبر ميتاً وخارج دائرة الحياة، فمقاومة المحتلين والغاصبين دين وإيمان وعقيدة، قرار وخيار استراتيجي وليس تكتيكا، لذلك سنبقى مع أمتنا وقضاياها لا سيما فلسطين ومع المقاومة، لأننا من صلب المقاومة فنحن عمودها الفقري، نحن مع المقاومة في حالة الضعف والقوة في حالة الهزال والمنعة، في حالة الانكسار والانتصار، وفي خوض معركة الحصار وفي الملحمة الكبرى القادمة، ونعتبر أن الجمعيات والحركات والأحزاب وسيلة للوصول صوب رضوان الله وليست غاية وآلهة تعبد”.

وعبّر شعبان عن رفضه لكلّ ألوان التجزئة والتقسيم، لذلك يجب أن يجتمع في تحرير فلسطين والأقصى، العربي والعجمي التركي والكردي والفارسي والأمازيغي والبلوشي والملاوي، المسلم والمسيحي، السني والشيعي، القومي والوطني، كل الأحرار كل الشرفاء. فالجميع يعتبر نفسه شريكا في وعد الآخرة.

وختم فضيلته “في الذكرى الـ25 لرحيل العلامة الشيخ سعيد شعبان نستذكر أنه كان جماهيريا قريبا من الناس وحدويا يبحث عن المشتركات مع الجميع ولا يرى مكانا للاختلاف، فمسيرة الوحدة والتوحيد ليست مسيرة حزبية، إنها مسيرة وحدوية تنأى بنفسها عن الخلافات المذهبية أو الطائفية أو القطرية أو القومية، فلا بدّ أن ننطلق وتتعانق بنادقنا لندوس على سايكس-بيكو ونتجاوز الحدود المصطنعة التي لا نعترف بها لنصل إلى القدس والأقصى ونصلي هناك بعد معركة التحرير الفاصلة”.

رئيس المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار الشيخ محمد خضر رأى أن في هذه الأيام تتزاحم العناوين، فمن ثأر الأحرار إلى ذكرى المقاومة والتحرير نصل إلى الذكرى التي تتقدم كل العناوين وهي ذكرى رحيل العلامة الشيخ سعيد شعبان الـ25…متسائلاً ” ماذا لو كان الشيخ سعيد معنا في هذه المحنة ويؤازرنا في هذه الفتنة؟”.
وأضاف “كلماته في وحدة الأمة ولمّ شملها وتجاوز الخلافات المذهبية ونبذ العصبيات الجاهلية لا تزال تشكل الحل النافع لأكبر مشكلاتنا والعلاج الناجع لأخطر أمراضنا، فالراحل شكّل علامة فارقة في مسيرة العمل الإسلامي على مستوى العالم العربي والإسلامي فهو وإن كان يحمل لقب أمير حركة التوحيد على الصعيد المحلي إلا أنه يستحق لقب أمير الوحدة والتوحيد على مستوى الأمة وهو الذي كرس حياته لتحقيق الوحدة بين مكونات الأمة بمختلف أطيافها وأحزابها وحركاتها ومذاهبها، فلم ينأ عنه إلا من وقعوا أسرى عصبياتهم الحزبية والمذهبية التي قيدت حركتهم وجعلتهم أسرى مصالحهم الشخصية فلم يبدل الشيخ ولم يغير مع تبدل الحسابات وتغير التحالفات، فلم يطمع بالترغيب ولم يخضع بالترهيب، علا صوته بالحق حين خفتت أصوات الكثيرين وامتلك شجاعة المواجهة حين انكفأ الكثيرون”.

كلمة حركة فتح ألقاها ممثل الحركة في الشمال مصطفى أبو حرب حيث رأى أن مناسبات عدة جمعها هذا اليوم المبارك، من يوم التحرير وصولاً إلى وحدة الساحات، وكلّها على منهج التوحيد الذي آمن به شيخنا الراحل الشيخ الكبير سعيد شعبان رحمه الله، فمنذ 25 عاما غادرنا الشيخ جسدا ولكنه ما زال باقيا فينا نهجا وممارسة وفكرا وتعاليم دينية… مشدداً على أننا نستذكره في جنبات جامع التوبة وفي ساحات الجامع الكبير، ونراه في شوارع طرابلس وأحيائها… فيا أيها الشيخ أنت الذي رحلت جسدا ولكنك باقٍ فينا ما حيينا، فنحن تلاميذك تعلمنا من عقيدتك السمحة نقصدك للعلم للفكر الواضح والمنهج السليم والخلق الحسن.

وأضاف “علاقة الراحل بحركة فتح انطلقت من عقود خلت، مع حالة تبادلية بينه وبين الحركة، فهو كان يتدرب على السلاح وفنون القتال في المخيمات، وكان يجتمع بأبناء حركة فتح ويعلمهم أصول الدين، فكانت فلسطين بوصلته النضالية، وما بدأه الشيخ سعيد شعبان من منهج قتالي وديني، يستمر اليوم مع الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، فيتعمّد ذلك التواصل المستمر بطيب العلاقة وبالدماء وبالتحرير القادم وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أرضنا المحتلة… مستذكراً رفض الشيخ سعيد ما أريد منه من أن يطلب خروج الرئيس عرفات والفلسطينيين من طرابلس ومن لبنان، فكان رده حاسماً “لو خرجوا سنخرج معهم وإن قاتلوا سنقاتل معهم”… لقد ترك فينا أمانة الأمة والعقيدة السمحة لتكون وصاياه بأن البندقية فقط باتجاه أعداء الأمة على طريق تحرير فلسطين.

كلمة المنتدى القومي العربي ألقاها الأستاذ عاصم الحسيني، مشدداً على أننا نستقي من تجربة الراحل شعبان الإيمان والتفاني، والإصرار على مناصرة قضايانا العربية والإسلامية، ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم كما هو حال المقاومة اليوم في فلسطين، داعياً إلى وحدة البندقية في وجه العدو الغادر وأن يستمر الحوار الأخوي الفلسطيني

كلمة حركة الجهاد الإسلامي ألقاها مسؤولها في الشمال أبو لواء موعد متحدّثاً عن علاقته الشخصية بالشيخ سعيد حيث كان يطلب العلم على يديه، فهو الذي جعلني ألتحق بالمقاومة، وقال لي عن حركة الجهاد الإسلامي أنهم “من صفوة الناس، طلّاب آخرة، أراهم سيصلون لا يضرّهم من خذلهم” وهو من جمعني بالدكتور الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، ولا أبالغ حين أقول أن الشيخ سعيد أحيا فينا وحدة المسلمين وزرع فينا شجاعة الموقف وحسن السلوك، وهو من وضع اللبنة الأولى في مشروع المقاومة الإسلامية في شمال لبنان، لقد كان فلسطينيا بامتياز يزور المخيمات دون انقطاع لسنوات وسنوات ليتحقق حلمه وتكرّ سبحة هزائم العدو منذ العام 2000، حيث ذاق العدو بأس المقاومة بعد انتصارات غزة ومنذ أيام ثأر الأحرار لتفرض المقاومة على الصهاينة شروطها، موجّهاً التحية لحزب الله وللمقاومة الفلسطينية ولكل محور المقاومة في يوم التحرير، والرحمة والمغفرة للشيخ المجاهد سعيد شعبان في ذكراه.

كلمة تجمع العلماء المسلمين ألقاها رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص حيث استذكر مواقف وقيم ومبادئ وطموحات الشيخ سعيد شعبان، التي هي ليست مركزا ولا إمارة ولا منصب بل كان حلمه أن يتجسد الإسلام في حياة الأمة، التزاماً بأمر الله وانتهاءً عمّا نهى عنه، فالراحل كان يسعى لأن تكون الأمة واحدة تصنع مستقبلها بعقل متفاعل منفتح، ويرى في الوحدة سبيلا للغاية السامية العظيمة تحرير فلسطين من أعداء الأمة وأعداء الله تبارك وتعالى، وسواء اتفقت معه أو اختلفت معه ستدرك أنه رجل صادق مخلص، يعمل ما يعتقد أنه الحق، فلم يكن يداهن أو يماري على حساب الحقّ، وما شهدناه من مؤتمرات أو اجتماعات أو لقاءات له أنه حين يجد انحرافاً عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها لا يتردّد في إعلان حقيقة الموقف الصّواب الذي يجب أن تقف عنده هذه الأمة.

وختم الشيخ ملص “لقد كان ما يطمح له ويعمل له أن تكون حركة التوحيد طليعة من طلائع المقاومة، هذه المقاومة التي نحتفل اليوم بذكرى انتصار أيار على العدو الصهيوني وتحرير الجنوب اللبناني، هذه المقاومة كانت حلم الشيخ رحمه الله، وبالتالي هو سعيد في مقامه الذي هو فيه الآن بما حققته هذه المقاومة من تحرير ونصر وإنجاز”.

عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الأستاذ عمر الأيوبي اعتبر في كلمته أننا نعيش أجواء النصر والتحرير وهذا ما كان يحلم به الفقيد الكبير، حيث كان يدعو لمقاومة الصهاينة والمحافظة على سلاح المقاومة ودعمها في العمل على استرداد فلسطين من المحتلين، لافتاً إلى أننا اليوم نستلهم مواقفه الثابتة وهو الذي يرى أن العرب والمسلمين يمتلكون كل عناصر القوة لتحقيق أهداف الأمة، عبر وحدتها أولا ومن خلال جمع الطاقات وتغيير استراتيجية العرب السلمية التطبيعية مع العدو الصهيوني.

رئيس حركة الأمة الشيخ عبد الله جبري رأى في كلمته أن الشيخ سعيد شعبان هو أمير التوحيد والوحدة، التوحيد العقيدة السلمية، والوحدة وحدة الأمة، وهاتان ركيزتان أساسيتان عمل عليهما شيخنا رحمه الله تعالى للوصول إلى جمع المسلمين، وتحرير فلسطين.
وأضاف جبري “بشخصيته بأفكاره بإيمانه وعقيدته والقضية التي كان يحملها لم يكن شخصا لعصره فقط بدليل أننا الجيل الثاني الذي تربى على أفكار الشيخ سعيد وكذلك نحن بدورنا نربي أبناءنا على سماع دروس وخطب الشيخ سعيد شعبان رحمه الله فهو لم يكن لطرابلس فقط وليس لبيروت أو لبنان فقط بل كان للبنان ولسوريا ولفلسطين وللعراق ولماليزيا وللهند ولباكستان، وحتى أهل السنة في إيران وخلال زياراتنا لهم نجد فيهم كبار السن يتحدثون عن عظمة الشيخ سعيد شعبان عن هذه القامة العظيمة الكبيرة بكل ما للكلمة من معنى… مضيفاً “في الذكرى الـ25 على رحيل شيخنا نعاهد الله تعالى أن نبقى على نهجه على نهج وحدة الأمة على نهج دعم المقاومة على نهج العمل بصدق في يؤدي إلى تحرير فلسطين ووحدة المسلمين”.

كلمة عائلة الراحل ألقاها نجله الشيخ عمار سعيد شعبان حيث أكد على ما كان يتحلّى به الشيخ سعيد شعبان رحمه الله من منطق القرآن وهدي رسول الله وسنته صلى الله عليه وسلم، مستذكراً محطات كبيرة في حياة الراحل مليئة بالمواقف الوحدوية فضلا عن العديد من مآثره، وهو الذي أحبّ الثورة الفلسطينية منذ اللجوء، فكان تواصله مع الفلسطينيين في المخيمات كإخوة له بعد تهجيرهم. وكان الهم الأساس عنده وحدة الأمة العربية والإسلامية وفق منهج التوحيد، فكان على اتصال مباشر مع مختلف الشّخصيات والأحزاب والحركات الإسلامية على اختلاف أطيافهم سنة وشيعة، لبنانيين وغير لبنانيين.
وختم شعبان “انخرط الشيخ سعيد شعبان مبكراً في العمل الجهادي إبان العدوان على مصر مع الكتيبة الطلابية، وفي وقت لاحق التقى مع الشيخ الشعراوي والشيخ كشك وشيخ الأزهر جاد الحقّ عندما قام بوساطة أطلق فيها سراح الأسرى المصريين من إيران، كما والتقى سماحته بقائد المقاومة المصرية الشيخ حافظ سلامة، وكان يطرب لنشيد لست أرضى الجاهلية في صورة لواقع الأمة، ولا ننسى أنه كان له الفضل بإلزامية التعليم الديني في المدارس في لبنان، وهو الذي وضع أطلق الإعلام الإسلامي في لبنان من خلال تأسيسه لإذاعة التوحيد الإسلامي وتلفزيون الهلال وجريدة التوحيد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى