Responsive Image
اخبار لبنان

الرئيس عون يدعم ترشيح أزعور.. و”الثنائي” يعتبره مرشح تحدٍّ غير توافقي

العهد

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم من بيروت على آخر تطورات الملف الرئاسي داخليًا وخارجيًا. فتكتل لبنان القوي أعلن بشكل شبه رسمي عن تبني خيار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالاتفاق مع القوات اللبنانية على تسمية وزير المال الأسبق جهاد أزعور مرشحًا منافسًاً للوزير السابق سليمان فرنجية. 

وتوجّه البطريرك بشارة الراعي الى فرنسا حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون وتباحثا في الموضوع الرئاسي لأكثر من ساعة، وجدد الأخير التأكيد على أن فرنسا لم تتبن ترشيح فرنيجة وإنما اعتبرته البديل عن الفراغ، ولم يعرف ما إذا كان الراعي قد سوق لإسم أزعور .

“الأخبار”: باسيل يستعين بالجنرال في وجه «المتمردين”: أسعى مع المعارضة لتبني مرشحين لا واحد

أعطى حضور رئيس الجمهورية السابِق ميشال عون اجتماع تكتل «لبنان القوي» ثقلاً لهذا الحدث الأسبوعي. وهو كانَ، من دون شكّ، خطوة مدروسة لرئيس التكتل النائب جبران باسيل هدفت إلى ضبط النقاش، في ظل انقسام الآراء بينَ مؤيد للاتفاق مع قوى المعارضة في التوافق على اسم جهاد أزعور ومتحفظ ورافض، لكنها في الوقت نفسه ثبّتت وجود مخاض عسير داخل التكتل قد يصيبه في مقتل.

وقائع الجلسة أمس أكدت أن الاحتماء برمزية الجنرال عون وحدها لن يسعف باسيل، بل إن الخلافات تحتاج إلى إدارة حكيمة لاحتواء الشرذمة الحاصلة بالحد الأدنى. والدليل عدم خروج التكتل بقرار حاسم بشأن الملف الرئاسي وإبقاء النقاش مفتوحاً، بحسب البيان الذي أكد على «المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه إلى تنافس ديموقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته أن انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد».

وعلمت «الأخبار»، أن باسيل عقد في اليوميْن الماضييْن جلسات مع عدد من نواب التيار المُعترضين على ترشيح أزعور، شرح فيها حيثيات الاتفاق المُزمَع عقده مع قوى المعارضة، مشيراً إلى أن هناك «انسجاماً في الموقف مع حزب الكتائب حول فكرة طرح اسمين للتشاور بهما مع القوى السياسية الأخرى، وعدم حصر الخيار باسم الوزير السابق جهاد أزعور، إلا أن القوات اللبنانية رفضت الطرح ولا يزال الكتائب والنائب غسان سكاف يسعيان إلى إقناع سمير جعجع بالفكرة».
أول وصوله إلى ميرنا الشالوحي، سأل الرئيس عون عن النائبين سيمون أبي رميا وآلان عون. اجتمعَ بالأول، بينما لم يكُن الثاني قد حضر بعد، إلى أن بدأت الجلسة التي توجه خلالها إلى النواب بأربع نقاط واضحة وحاسمة، بدأها عون بالقول إنه عمل خلال عملية التسلم والتسليم في رئاسة التيار على أن لا تكون هناك انقسامات وانشقاق، وأن أي خلاف في الرأي يجِب أن يحصل حوله نقاش داخلي لا في الإعلام ولا في جلسات عامة. ثم أشار إلى أن من يريد أن يترك التيار الوطني الحر فليتركه وحده، والتجربة أثبتت ما هو مصير الذين انفضوا عن التيار، مؤكداً احترامه الخيارات الخاصة لكن على «النواب أن يتذكروا بأنهم أتوا بأصوات التيار وعليهم أن يعملوا لمصلحة هذا التيار». ومن دون أن يدخل في تفاصيل الملف الرئاسي، أعطى موقفاً ضمنياً من ترشيح أحد أعضاء التيار قائلاً إن «النظام الداخلي للتيار يقول بأن من يريد الترشح للرئاسة عليه أن يكون رئيس التيار أولاً، وعليه بالتالي أن يرشح نفسه لرئاسة التيار».

بعدها، بدأت مداخلات أعضاء التكتل وكانت أطولها للنائب سليم عون الذي استغرب كيف يمكن تسويق أزعور لدى جمهور التيار، «خصوصاً أننا أكثر من خضنا معركة ضد نهجه في الوزارة»، فضلاً عن أن «للتيار حلفاء ساعدوه في الانتخابات النيابية وهناك عدد من نواب التيار وصلوا إلى النيابة بسبب هذا التحالف، ولا يمكن اليوم أن ندخل في مواجهة معهم ونذهب للتحالف مع قوى لطالما عملت ضد التيار الوطني الحر»، إلا أن الرئيس عون قاطعه بطريقة توحي بإنهاء المداخلة. وبينما لم يُسجل للنائبين سيمون أبي رميا وألان عون مداخلات حادة، اعتبر النائب عون أن «تسمية أزعور ستمنع التيار من لعب دور بيضة القبان الذي كنا نطمح له، وسنكون في موقع المواجهة مع من نعتبرهم حلفاء لنا»، بينما أكد النائب إبراهيم كنعان أنه «لم يرشّح نفسه للرئاسة، وهو سمع بترشيح البطريرك الراعي له وتفاجأ وزاره شاكراً»، مؤكداً «أنني لم أقم حملة ترشيحي ولم أتواصل مع النواب ولا مع السفارات ولم أقم بأي خطوة توحي بهذا الأمر». أما النائب أسعد درغام فأوضح المواقف التي أعلن عنها وتقاطع موقفه مع ما قاله النائب سليم عون. وبينما توزعت الآراء بينَ مؤيد لترشيح أزعور ومتحفظ أو معارض، تحدث باسيل عن «اتفاق حصل مع المعارضة على ترشيح أزعور وأن العمل جار على إعلان مشترك بين كل الأطراف»، موضحاً أنه «ليسَ بالضرورة أن يتخذ القرار اليوم داخل التيار»، بحسب مصادر قالت إن «الجلسة بحضور الجنرال كانت أقرب إلى المصارحة والبحث في كل الخيارات»، وأن باسيل كانَ حريصاً على حضور نواب الطاشناق والنائب محمد يحيى، للنقاش في كل المواقف».

هذه التطورات، تزامنت مع زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى الفاتيكان حيث أبلغ رئيس حكومة الفاتيكان بيترو بارولين أن القوى المسيحية ترفض رفضاً قاطعاً أن تقوم أي جهة بفرض أي مرشح رئاسي عليها، وذلك قبلَ وصوله إلى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه لمدة ساعة. وجدد الأخير كلاماً جاء خلال استقباله الراعي للتأكيد على أن «أعمال فرنسا في لبنان تهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها، وحماية سكانها من خلال التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي، والحفاظ على نموذج التعايش القائم».

“البناء”: عون يحضر اجتماع التكتل لدعم باسيل بالاتفاق مع القوات على أزعور بوجه فرنجية والثنائي

دخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة جديدة مع إعلان تكتل لبنان القوي رسمياً عن تبني خيار رئيس التكتل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالاتفاق مع القوات اللبنانية على تسمية وزير المال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد أزعور مرشحاً منافساً للوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من ثنائي حركة أمل وحزب الله، وكان لافتاً حضور الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون للاجتماع داعماً لموقف باسيل في ظل ما أشيع عن اعتراضات داخل التكتل، مصدر بعضها المطالبة بدعم ترشيح النائب إبراهيم كنعان، وبعضها الآخر اشتراط تأييد أي مرشح لأن يكون ضمن توافق جامع وليس التوافق مع جبهة ضد جبهة. وهذا ما أشارت إليه النصوص الرمادية في البيان الذي صدر عن التكتل، سواء بتغييب اسم الوزير ازعور، الذي لم يخرج عنه ما يؤكد قبوله أن يكون مرشح مواجهة فرنجية، بينما تنسب إليه مواقف تقول إنه لا يقبل الترشيح الا كمرشح توافقي جامع، أو لجهة الإشارة الى اولوية السعي للتوافق الجامع، وجاء في البيان، “التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته أن انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.

أمنياً، نجح الجيش اللبناني بتحرير المختطف السعودي مشاري المطيري بعدما تعرفت مخابرات الجيش على هوية الخاطفين، وهم عصابة إجرامية متورطة بجرائم وسوابق وبحق أعضائها مذكرات بحث وتحرّ وتوقيف، وقالت بعض المصادر الأمنية إن رئيس العصابة هو المطلوب المعروف بلقب “أبو سلة”، وهو كما قال وزير الداخلية بسام مولوي، من آل جعفر الذين طارد الجيش بعض المطلوبين منهم خلال الأسابيع الماضية، في حي الشراونة في بعلبك.

حكومياً، تصاعد السجال بين وزير العدل هنري خوري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول تعيين محامي الدولة في قضية ملاحقة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أمام القضاء الفرنسي لحفظ حقوق الدولة اللبنانية من أي أموال تتمّ مصادرتها، ما أدى إلى تأجيل جلسة مجلس الوزراء اليوم الى أجل غير محدّد، بعدما أعلن الوزير هنري خوري عدم حضور الجلسة.

ولا يزال الملف الرئاسي ينتظر معجزة خارجية غير مرئية أو استفاقة داخلية غير منظورة، لانتخاب رئيس جديد وإنهاء الفراغ الرئاسي الذي قد يطول أمده بحال استمرت المواقف والاصطفافات السياسية الحالية وأصرت المعارضة ومعها التيار الوطني الحر على السير بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
وتكثفت الاجتماعات بين مختلف الكتل النيابية والقوى السياسية لا سيما بين أطراف المعارضة، وبينها وبين التيار، وعلمت “البناء” أن سلسلة اجتماعات تجري بين قوى التغيير والمستقلين منذ ثلاثة أيام حضورياً والكترونياً الى جانب الاتصالات الهاتفية الفردية وفتح الباب واسعاً للنقاش بالخيارات كافة. ووفق معلومات “البناء” عقد اجتماع أمس، في بيت الكتائب في الصيفي ضم ممثلين عن القوات وقوى المعارضة، كما عقد اجتماع آخر في مركز “حزب أحمر” الذي يترأسه وضاح الصادق، وجرى النقاش بعدة خيارات وربط السير بأزعور بإعلان التيار الوطني الحر رسمياً السير به.

وأشارت مصادر مطلعة على اللقاءات لـ”البناء” الى وجود خلاف داخل هذه القوى واتجاهات متعددة قد تعرقل حسم الأمور قريباً، وخلصت النقاشات الى أن ترشيح ازعور يحقق التوازن السلبي مع الطرف الآخر ويفتح الباب أمام اختراق في جدار الأزمة الرئاسية، وظهرت ثلاثة اتجاهات: فريق داعم لترشيح أزعور، وفريق الورقة البيضاء، وثالث يدعو للبحث عن مرشح ثالث يمكن تسويقه عند التيار والقوات ولا يمانع عليه الثنائي والحزب الاشتراكي مثل الوزير السابق زياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
على أن جزءاً من التغييريين والمستقلين وفق ما تكشف مصادر المستقلين لـ”البناء” يعتبرون أزعور جزءاً أساسياً من المنظومة السياسية ومن المنظرين للرؤية الاقتصادية للحريرية السياسية، ولا تبدي المصادر استغرابها لتبني القوات اللبنانية لأزعور وهو جزء من الطبقة السياسية رغم انها تدعو منذ 17 تشرين 2019 الى انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة من خارج الاصطفافات السياسية القائمة. كما أبدت المصادر استغرابها حيال ترشيح التيار لأزعور وتناست أنها رفعت سيف “الإبراء المستحيل” بوجه الحريرية السياسية والرئيس فؤاد السنيورة!”.
وبعكس التوقعات لم يخرج تكتل لبنان القوي بموقف حاسم حيال إعلان ترشيح أزعور بسبب تعدد وجهات النظر داخل التكتل، بين رؤيتين: الاولى تدعم السير بأزعور كمرشح توافقي، والثاني رفض الأمر والاتفاق على مرشح من داخل التيار، ما أدى الى تأجيل إعلان القرار النهائي الى نضوج المشاورات. لكن مصدر مطلع في التيار نفى لـ”البناء” وجود خلاف داخل التكتل مؤكداً ان القرار يتخذ من قيادة التيار ورئيس التكتل جبران باسيل، رابطاً تأجيل القرار بنتيجة المشاورات مع قوى المعارضة التي لم تحسم قرارها بدورها.
اجتماع التكتل الذي عقد أمس، برئاسة باسيل وحضور الرئيس ميشال عون، ناقش وفق بيان التكتل “التفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة بالاستحقاق الرئاسي وأدلى النواب بآرائهم حيث تمّ في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذّر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.
وعلمت “البناء” أن التيار سيوفد ممثلاً عنه لحضور كل الاجتماعات التي ستعقدها قوى المعارضة وهي النائب ندى البستاني. كما علمت “البناء” أن الحوار على خط التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وصلت الى طريق مسدود بسبب أزمة الثقة بين الطرفين اللذين يطلبان ضمانات من بعضهما البعض.
وفي حين التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، تبلّغ قبل سفره الى الفاتيكان توجه المعارضة والقوات للاتفاق على أزعور كمرشح موحّد.

كما أفيد أن البطريرك الراعي استقبل سراً عشية سفره إلى الفاتيكان النائب جبران باسيل الذي وضعه في جوّ ما وصلت إليه المشاورات بين الكتل النيابية المسيحية بشأن الاستحقاق الرئاسي.
في المقابل عكست أجواء عين التينة لـ”البناء” عدم ارتياحها إزاء مناورة فريق المعارضة بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، معتبرة أن “رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس كما يطالب الفريق الآخر لأنه يعتبر بأن هذا الترشيح غير جدّي ولن يصل الى أي مكان ولا تتوافر فيه فرص التوافق، بل هو مرشح يهدف الى استمرار الأزمة وإطالة أمد الفراغ وعرقلة انتخاب الرئيس وقطع الطريق على الوزير السابق سليمان فرنجية، وبالتالي هو مرشح تحدّ وتخريبي سيضرب الشراكة الوطنية والاستقرار الداخلي”.
ولفتت مصادر الثنائي لـ”البناء” تمسكها بفرنجية كمرشح توافقي لا مرشح تحدّ وليس كما تطرح المعارضة أزعور كمرشح تحدٍ من باب النكايات السياسية، متسائلة ما هو الجامع والقاسم المشترك بين هذه القوى لكي تتوحّد حول مرشح واحد؟ وما برنامجه الرئاسي؟ ولنفترض أنهم توحدوا حول أزعور فهل اتفقوا على برنامجه الرئاسي ورؤيته الاقتصادية للنهوض وإنقاذ لبنان؟ وهل اتفقوا على شخصية رئيس حكومة والحكومة المقبلة؟ لذلك فهم يحتاجون الى أشواط وجولات عدة لكي يتوصلوا الى مرشح توافقي جدي وليس مناورة للاستهلاك السياسي وإضاعة الوقت».
واتهمت المصادر فريق المعارضة والتيار بترشيح أزعور بتحقيق ثلاثة أهداف تقاطعت مصالح هذه القوى عليها: الأول قطع الطريق على فرنجية، ورغبة باسيل بتسويق الراعي لأزعور كبديل عن النائب إبراهيم كنعان، وثالثاً حرق بعض المرشحين لطرح مرشح جديد وهو قائد الجيش.
وشدّدت المصادر على أن “المعطيات الإقليمية لا زالت تصب في مصلحة ترشيح فرنجية والساحة الداخلية والملف الرئاسي ينتظران التحرك الفرنسي – السعودي وانعكاسات الاتفاق الإيراني – السعودي”.
وعلمت “البناء” أن الموقف السعودي سيتضح أكثر باتجاه دعم فرنجية في الأسابيع القليلة المقبلة، وهو تدرّج من الفيتو الى عدم الممانعة الى القبول والتأكيد على التعامل معه بحال انتخابه وترك الحرية للكتل النيابية للتصويت وحثها على تأمين نصاب الجلسة.
وعلمت “البناء” أن ضغوطاً أميركية – أوروبية – عربية تمارس على القوى السياسية اللبنانية للضغط باتجاه انعقاد جلسة ومشاركة الجميع لانتخاب رئيس وفق اللعبة الديمقراطية.

“النهار”: “الحل الممكن” في لقاء الإليزيه… ماكرون: بقاء المسيحيين في قلب التوازن

مع ان السرعة الكبيرة التي طبعت نجاح مديرية المخابرات في الجيش في اطلاق المواطن السعودي المخطوف في اقاصي الهرمل وعمليات الدهم الواسعة التي رافقت تحريره سالما، شغلت المشهد الداخلي واشاعت ارتياحا واسعا لمرور قطوع شديد الخطورة بفضل الجهد الاحترافي السريع للجيش، قفزت تطورات الملف الرئاسي مجددا الى واجهة الأولويات الساخنة مع لقاء الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي عصر امس في تتويج للتحركات والتطورات الاستثنائية الأخيرة حيال الازمة الرئاسية. وبدا لافتا ان اللقاء عقد وسط كتمان شديد واكتفي بتوزيع الصور للاستقبال الرسمي الذي أقيم للبطريرك في باحة الاليزيه وصور المصافحة بين الرئيس ماكرون والبطريرك وأعضاء الوفد المرافق.

وعلمت “النهار” من مصادر سياسية معنية بمتابعة زيارة البطريرك الراعي لباريس ان اللقاء الذي دام ساعة وخمس دقائق بينه وبين الرئيس ماكرون اتسم بالصراحة حيث عرض الطرفان وجهة نظر كل منهما بالنسبة للشغور الرئاسي واتفقا على مواصلة المشاورات بينهما. فالرئيس الفرنسي شدد امام ضيفه على ان بلاده لا تدعم سليمان فرنجية او اي مرشح اخر بل انها تعتبره “الحل الممكن” بدلا من الفراغ الذي تتخوف منه وانه يعود الى الطبقة السياسية اختيار افضل المرشحين وتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن.

ووضع ماكرون البطريرك الراعي في صورة تطورات اجتماعات باريس للمجموعة الخماسية والموقف الفرنسي والجهود المبذولة مع الاصدقاء الدوليين الذين تلاقوا على ان مصلحة لبنان تكمن في الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وفي السياق علم ان اجتماعا للمجموعة الخماسية سيعقد في الرياض خلال الايام المقبلة لبحث اخر المستجدات بعد اللقاءات العديدة التي حصلت في باريس وواشنطن والرياض والفاتيكان نظرا للتنسيق التام بين فرنسا والفاتيكان بشان الاستحقاق الرئاسي.

وتوضح هذه المصادر ان باريس تعلم ان فرنجية هو احد المرشحين الموارنة الذين قدموا اوراق اعتمادهم الى “حزب الله” والوحيد الذي نجح بهذا الامتحان . وتلفت باريس الى ان فرنجية هو احد المرشحين المسجلين على لائحة البطريرك اي ان لا اعتراض مبدئيا على ترشيحه. لذلك اعتبرت باريس انه “الحل الممكن”. فباريس تخشى وتتخوف في ظل الوضع الاقليمي الحالي على مستقبل المسيحيين وهي على يقين ان “حزب الله” ليس على عجلة لسد الفراغ الرئاسي ويريد الذهاب الى الفراغ الذي سيؤدي الى مؤتمر تاسيسي يريد الحزب من خلاله تاكيد مكتسباته وهذا الواقع الجديد قد يؤدي الى خسارة المسيحيين العديد من مراكز الفئة الاولى والحساسة في الدولة.

وكشف مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” ان اللقاء كان جيدا وذكر الرئيس ماكرون بتعلقه بلبنان وبالروابط العميقة بين فرنسا ومسيحيي لبنان ودورهم في التوازن الطائفي والمؤسساتي في الدولة اللبنانية. وذكر ان فرنسا تسعى دائما الى حماية وحدة لبنان وسيادته والحد بالقدر الممكن من العواقب الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن التعطيل الحالي والازمة. وذكر بكل ما تقوم به فرنسا لدعم المدارس ومنها المسيحية. بالنسبة للموضوع الرئاسي كان هنالك توافق مشترك بين ماكرون والبطريرك على ضرورة الخروج من التعطيل وانتخاب رئيس بسرعة ما يتطلب حوارا بناء بين جميع الفرقاء يتيح التوصل الى هذا الانتخاب. ومن الاكيد في نظر الرئيس وضيفه ان للمسيحيين دورا في هذا الانتخاب كما باقي الفرقاء. وقد تطرقا الى النقاشات الدائرة حول المرشحين ومن بينهم اسم جهاد ازعور مع أسماء عديدة أخرى تم التطرق اليها. واكد المصدر ان موقف فرنسا هو ان مسوؤلية التوافق تقع على اللبنانيين وفرنسا لا تختار ولا تنتخب الرئيس. وقال المصدر ان على الأحزاب المسيحية اللبنانية ان تتوافق على مرشح مقبول من اغلبية النواب سواء ازعور او غيره فعلى الجميع في لبنان ان يعرفوا ان فرنسا لم ولن تقترح اسم مرشح.

اما البطريرك فعرض وجهة نظره بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية والمساعي التي قام وما زال يقوم بها من اجل التوصل الى مرشح يكون مقبولا من اكثرية اللاعبين على الساحة الداخلية والتي ادت الى ترشيح جهاد ازعور داعيا الرئيس ماكرون الى تامين غطاء دولي واقليمي لمرشح توافقي لا يستفز اي طرف ولا يشكل تحديا لاي طرف. وقدم وصفاته للخروج من الازمة السياسية التي يعاني منها لبنان واعادة الثقة الداخلية والخارجية وتنظيم المؤسسات الدستورية وحماية حياد لبنان.

ماكرون

وأفاد بيان صادر عن الاليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ذكر خلال استقباله البطريرك الراعي بعلاقات فرنسا العميقة مع مسيحيي لبنان ودورهم التاريخي في بناء لبنان وضرورة بقائهم في قلب التوازن الطائفي والمؤسسي للدولة اللبنانية من خلال المشاركة الفعالة والمسؤولة في العملية السياسية الحالية.وجدد الرئيس الفرنسي التأكيد أن أعمال فرنسا في لبنان تهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها، وحماية سكانها من خلال التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي، والحفاظ على نموذج التعايش القائم. وشارك الرئيس الفرنسي والراعي مخاوفهما الجدية بشأن الأزمة التي يمر بها لبنان والشعب اللبناني، والتي تفاقمت الآن بسبب شلل المؤسسات، والتي أججها الشغور الرئاسي لأكثر من سبعة أشهر، كما اتفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية دون تأخير. وأكد ماكرون أن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي يعيق تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلبية تطلعات واحتياجات اللبنانيين التي ينتظرها المجتمع الدولي والتي بدونها لا يمكن أن يكون للبنان انتعاش واستقرار دائم. وعبّر عن دعمه لجهود البطريرك الراعي الجارية ودعا جميع القوى السياسية إلى بذل جهود مشتركة لكسر الجمود السياسي الحالي دون تأخير. وأشار ماكرون إلى التعبئة الفرنسية المستمرة على مدى السنوات الثلاث الماضية لصالح لبنان والشعب اللبناني، لحمايتهم بدعم مستمر لقوات الأمن اللبنانية، للحفاظ على نظامهم التعليمي، وخاصة الفرانكفونية، مع إيلاء اهتمام خاص للمدارس المسيحية، للسماح للفئات الأكثر ضعفاً بينهم بالاستمرار في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والمياه والغذاء، فضلاً عن الحفاظ على مساحات الحرية والحوار والثقافة والتراث.

وأخيراً، كرر التزامه بضمان تحقيق العدالة في أعقاب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.

“التيار” والمعارضة

في المقابل وعلى رغم ان اجتماع “تكتل لبنان القوي” الذي عقد امس لم يفض الى اعلان تبني ترشيح جهاد ازعور رسميا كما كان بعض الجهات يتوقع، فان الموقف الذي اعلنه متمسكا بالتوافق مع المعارضة ترك ارتياحا لدى قوى المعارضة التي قالت مصادرها لـ”النهار” ان موقف التكتل يأتي استكمالا للنهج المتفق عليه وان اجتماعا سيعقد اليوم للمعارضة سيحضره ممثل لـ”التيار الوطني الحر” .

وكان اجتماع “تكتل لبنان القوي” طال لساعات برئاسة النائب جبران باسيل وبحضور الرئيس ميشال عون واشار البيان الصادر عنه الى مناقشة الإستحقاق الرئاسي ” فَعُرِضَت بالتفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة وأدلى النواب بآرائهم حيث تم في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى