تستنكر جبهة العمل الإسلامي في لبنان: بأشد العبارات العدوان الصهيوني الغاشم على سوريا وخاصة الذي استهدف مبنى الأركان في العاصمة السورية دمشق، في خرقٍ فاضح لكل الأعراف والقوانين الدولية، وفي محاولة دنيئة لضرب مكونات الشعب السوري وإظهار أن إسرائبل هي الحامية للأقليات في منطقتنا، وكذلك إلى إضعاف سوريا، دولةً وشعباً ومؤسسات وجعلها دولة متناحرة لا وزن لها، وإخراجها كلياً من معادلة المواجهة مع الكيان الصهيوني.
إنّنا نرى في هذا العدوان استمراراً لنهج العدوانية الصهيونية الساعي إلى تمزيق وحدة سوريا وزيادة الشرخ بين أبنائها، ولا سيما في الجنوب السوري، حيث نرفض بشدّة محاولات العدو الصهيوني مدّ يده إلى أهلنا في السويداء، تحت ذرائع كاذبة ودعاوى باطلة. ونؤكد أن العدو الصهيوني لم يكن يوماً نصيراً لأي مكوّن عربي أو طائفي، بل هو عدو لجميع العرب والمسلمين والمسيحيين، ويسعى لزرع الفتنة وتقسيم الأوطان.
وفي هذا السياق، تدعو الجبهة أهلنا في السويداء، خاصة أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، إلى عدم الرهان على العدو الصهيوني، ونبذ كل دعوات الفتنة والتقسيم، والتمسك بالوحدة الوطنية السورية، التي هي الحصن المنيع في وجه العدوان والهيمنة.
وفي الوقت نفسه، نستنكر كل التجاوزات والانتهاكات التي حصلت من بعض الجماعات المسلحة بحق أهلنا في السويداء، وندعو جميع الفرقاء داخل سوريا إلى وقف أي صراع داخلي، والتفرغ لمواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي الذي يتربص بالجميع.
كما تتوجه الجبهة: بنداء إلى الرئيس أحمد الشرع، وإلى الحكومة السورية، داعيةً إلى عدم المراهنة على الأمريكي أو الركون إلى وعوده الخادعة، فقد أثبتت التجارب أن المشروع الأمريكي لا يحمل خيراً لأمتنا، بل هو يدعم الكيان الصهيوني في كل المجازر التي يرتكبها بحق الشعوب العربية والمسلمة وخاصة المحرقة المستمرة منذ ما يقارب السنتين بحق غزة وأهلها، والعدوان الحاصل على بلدنا لبنان، وكل الاعتداءات التي حصلت على سوريا وتدمير جيشها وقدراتها العسكرية لأشهر، ويسعى إلى تفتيت المنطقة.
وبدلًا من ذلك، نؤكد على أهمية تعاون الدولة السورية مع الدول العربية والإسلامية التي ترفض هذا المشروع وتواجهه بصلابة، وعلى فتح صفحة جديدة أساسها التعاون مع كل الحركات والقوى التي تتصدى للكيان الصهيوني وخاصة المقاومة في لبنان.
ختامًا، تؤكد جبهة العمل الإسلامي في لبنان: وقوفها الثابت إلى جانب الشقيقة سوريا وشعبها في مواجهة العدوانية الصهيونية، وتدعو إلى تغليب لغة الحوار والوحدة، فالعدو واحد، والمصير واحد، والمرحلة تقتضي الوعي واليقظة ورص الصفوف.