جاءت زيارة المبعوث الاميركي اللبناني الاصل توم براك الى المسؤولين اللبنانيين وهي الثالثة في خلال اسبوعين، لتؤكد ان الثالثة ثابتة، لجهة بقاء الامور على حالها لا سلبا ولا ايجابا، وهي ما اعتاد عليه السيد براك على مساحة عمره ، حتى قيل فيه ان الرجل جعل الله في فمه ملعقة ديبلوماسية عند ولادته، واقسى ما قاله خلال محطته الاولى ،ان لبنان اذا بقي مراوحا في مكانه فإنه قد يلتحق ببلاد الشام، ولا بد له ان يصادر السلاح الثقيل الذي تملكه المقاومة في مدة اقصاها نهاية السنة الحالية !! مؤكدا ان الولايات المتحدة تريد ان ترى لبنان مزدهرا ومنتعشا على كافة المستويات
ويتبين ان السيد براك لم يؤكد في زيارته الثالثة المحاذير التي اوردها في زيارته الاولى وربما هو يشير بذلك الى تعنت العدو الاسرائيلي في صلافته وعدم رغبة الولايات المتحدة في الضغط عليه، بدليل الساعات القليلة الماضية التي قررت فيها دولة الاحتلال فرض سيطرتها على الجليل الاعلى والضفة الغربية وغور الاردن ما يدل على ان العدو ماضٍ في توسعه حتى اكتمال حدوده التلمودية…
ولذلك نرى حرص الموفد الاميركي براك على ضبضبة الامور في لبنان والاشادة بالرؤساء الثلاثة عون وبري وسلام وينصح بالتعقل لان الاحداث اكبر من صورها، مؤكدا مرة اخرى اعجابه بدنامكية الرئيس نبيه بري وحرصه على ابقاء الامور تحت السيطرة ولا نقول ما قاله براك لبعض النواب في مأدبة النائب فؤاد مخزومي !!
وكأننا نفهم من ذلك حقيقة ما يجري في سورية وان احداث محافظة السويدا لم تنته فصولا وكذلك مع الاكراد وبقية المكونات المسيحية والعلوية والشيعية وان تركيا واسرائيل يتقاسمان الجغرافيا السورية مع الاشارة الى ان ابعد حاجز اسرائيلي عن دمشق لا يبعد اكثر من 22 كيلومترا !! وان الحروب المتنقلة مازالت بضاعة رائجة على ايقاع مواقع التواصل الاجتماعي والطوابير الخامسة وعلى ألسنة المرتزقة من الجعدنجية على بعض الشاشات المأجورة
وبالعودة الى ما بدأناه عن زيارة المبعوث الاميركي الذي لا تفارقه ديبلوماسيته الناعمة فأنه يتلاقى مع ما قالته المبعوثة الاميركية السابقة اورتاغيس من حيث الواجب والمطلوب والتي افتقدت الى الديبلوماسية ولم يعوضها وجهها الجميل
والجديد المستجد في الساعات الماضية ، تخلى الوسيط الاميركي براك عن ديبلوماسيته المداهنة عندما ظهر باوضح صورة متناغما مع وقاحة مدام اورتاغيس داعيا حزب الله الى تسليم سلاحه الذي يمنع خروج لبنان من حالة الجمود وتذكيره مرتين ان حزب الله منظمة ارهابية لا تتعاطى مع بلاده !!