Responsive Image
أخبار الجبهة

عندما تختبر اسرائيل الرئيس الأمريكي

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي الى تعزيز وجودها على الارض اللبنانية في اختبار جديد لديبلوماسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب!
وعلى الرغم من ان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يتطلب خروج القوات الإسرائيلية بحلول ١٨ شباط الجاري الا ان إسرائيل تتباطأ من خلال المراوغة والمماطلة وعينها على ما يفعله الرئيس الأمريكي، لا بل هي تسعى الى تأجيله عشرة أيام اخرى حتى ٢٨ شباط الجاري
وبحسب ما يقوله العدو الإسرائيلي فإنه يسعى للاحتفاظ بالسيطرة على خمس نقاط استراتيجية على اراضٍ مرتفعة في الجنوب ما شكل اختبارا ديبلوماسيا لادارة الرئيس الأمريكي الجديد. ويقول ” الغناج” الإسرائيلي انه بحاجة إلى هذه المواقع للدفاع عن نفسه، بينما يواصل اعتداءاته اليومية على لبنان قصفا وغارات بالمسيرات حتى ناهز عدد الشهداء المائة الى جانب مسح المنازل والأبنية بالارض باعتبارها تمثل ارضية لاعمال قتالية، بينما تقول التقارير ان إسرائيل تريد الاحتفاظ بالاراضي المرتفعة للاستيلاء على مواقع اخرى منها قمة جبل الشيخ في سورية، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة اللبنانية الجديدة والمجتمع اللبناني الى اعادة البناء بعد الحرب التي هجّرت اكثر من مليون شخص من منازلهم كما سوّيت مبان بالارض، في حين قالت نائبة المبعوث الأمريكي الخاص الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس ان الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بموعد الانسحاب الإسرائيلي المقرر في ١٨ شباط !
وفي الساعات الأخيرة الماضية انسحب العدو من القرى والبلدات اللبنانية الحدودية وابقى قواته في خمس نقاط “بشكل مؤقت” حسب ما اكده وزير الخارجية لحكومة العدو، فيما أكد الرئيس جوزيف عون ان بيروت تواصل التنسيق مع واشنطن وباريس اللتين لعبتا دورا في التوسط
وفي وقت مؤثر لا يعرفه الا أصحاب الأرض، بدأ اهالي القرى والبلدات بالوصول الى قراهم لتفقد منازلهم او ما بقي من هذه المنازل بسبب عمليات التجريف والتخريب للطرقات الفرعية والعامة وتدمير معظم المرافق
ووصفت مراسلة BBC قرية مارون الراس بأكوام من الانقاض على جانبي طرق وعرة كانت تسمى مدخل قرية!! واضافت ان مارون الراس كانت بلدة جميلة جدا وتقول انها رأت سيدة تحفر بيدها العاريتين تبحث عن اي اثر لابنها دون جدوى قالت “لقد عدنا لكن احباءنا لن يعودوا”
وتقول صحيفة الغارديان البريطانية: ” ان النخب السياسية العربية تجد نفسها في حالة ضعف تاريخي عندما يتعلق الامر بفلسطين لان التعامل معها لا يمكن ان يكون مع حفظ ماء الوجه الى اجل غير مسمى مع تقديم الولاء للرئيس ترامب الذي يشرع بوابة التآكل النهائي لسلامة وسيادة الشرق الأوسط الكبير…
ولا غرابة في ذلك لان الله سبحانه وتعالى يقول ” إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ (11)الرعد” ويقول سبحانه ايضا “وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) المائدة “

                         صدق الله العظيم والحمد لله رب العالمين

                                                                                                                   رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٥/٢/٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى