شيع لبنان بالامس اميني عام حزب الله السيدان حسن نصر الله وهاشم صفي الدين الاول في ضريح أقيم له على طريق المطار القديم والثاني الى مسقط رأسه في دير قانون النهر بحضور جماهيري لم يشهد له لبنان مثيلا في تاريخه انطلاقا من المدينة الرياضية على مشارف عاصمتنا بيروت الحبيبة.
وشاءت الصدف أن تشارك الشمس الساطعة بحرارتها الدافئة على نقيض الطقس البارد جدا ، ما خفف الكثير على اكثر من مليون ونصف مشيع من البرودة والصقيع…
ومن المؤسف جدا في مناسبة تفترض الاحترام والمواساة حتى بين المتخاصمين ، وهذه عادة شائعة في المجتمع اللبناني ، طلع علينا بعض الحكواتية منن يفتشون عن ادوار لهم ، او عن وسيلة للارتزاق، على بعض الإذاعات وفي مزبلة “التواصل الاجتماعي” ويقولون ما معناه ان خسارة قائدين وغيرهما ما كان ليحصل لولا جر لبنان الى حرب لا علاقة له بها، وهو ما يجب تداركه في المستقبل وخاصة لطائفة كانت بغنى عنها !!
ولا نجد انفسنا مضطرين للتوضيح ان الامر الذي يتعلق بقداسة الواجب الوطني والشرعي والتصدي لعدو ظالم ومحتل وقاتل لا يشعر به ممن لا يملك حسا وطنيا ولا نخوة ولا رجولة !!
وما ذاك التشييع المليوني لسماحة السيدين الشهيدين الا نتيجة لتربية ودين وثقافة واحياء للكرامة الوطنية والحمية
اما التلميح الى ان الطائفة الشيعية هي التي شنت حرب الإسناد لغزة وضعت نفسها في حرج يهدد وجودها ومثل هؤلاء الضالين لا ينطقون الا بما يوحى اليهم، ويجهلون ان من يخشى على بقاء غيره ، فهو من يُخشى عليه وعلى امثاله، ولعله فاته ان المسلمين الشيعة هم الجناح الثاني للمكون الاسلامي الكبير في لبنان جغرافياً على مساحة الوطن، وهو ما اكده الفريق الاسلامي بضرورة العيش الى جانب جميع المكونات اللبنانية في كنف الدولة اللبنانية الراعية لجميع أبنائها وهي المسؤولة عن حمايتهم وتطبيق القرار ١٧٠١ والقرارات الدولية وهو ما توافق عليه الرؤساء الثلاثة
اما الرهان على العدو فهو محض عربدة وتضليل وضياع الحرية والكرامة
ويخبرنا قرآننا المجيد “لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)المائدة”
اما ما قاله احد رؤساء الوزراء في الكيان المحتل بن غوريون : ” نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا القوميات ولا الديمقراطيات في المنطقة نحن نخشى فقط الاسلام هذا المارد الذي نام طويلا وبدأ يتململ “