يبدو ان العالم اليوم اشبه ببرميل متفجرات وضع على نار وخاصة في الشرق الاوسط من دون ان نهمل مآساة الحرب الاوكرانية الروسية، وفي الساعات الاخيرة حذرت الباكستان من معلومات استخباراتية “جديرة بالثقة” تفيد ان الهند تخطط لتوجيه ضربة عسكرية وشيكة لها ردا على هجوم دموي وقع الاسبوع الماضي في الشطر الهندي من كشمير
اما في الشرق الاوسط فالحرب مستمرة ولا تتوقف من فلسطين المحتلة الى لبنان وسورية حيث المخاوف تتزايد الى اليمن الى مستقبل مبهم لا تغفل عنه الصين !!!
ونحن في لبنان الذي شهد عدوانا جديدا على الضاحية منذ 27 تشرين الثاني من العام الماضي، ولم تتوقف الخروقات الاسرائيلية منذ التوقيع على اتفاق اطلاق النار من دون اي ذريعة تبرر لها العدوان !!
ومثل هذه الرسائل النارية لا تأتي من فراغ ويخشى من معادلات ربما تؤسس لقواعد اشتباكات جديدة ربما تكون على صورة رسائل نارية جديدة لهجمات اعنف حتى تصبح الضاحية هدفا روتينيا، وتتحدث وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجبهة اللبنانية بين فرص وقف اطلاق النار والمزيد من الاشتعال، على وقع المباحثات الدائرة بين الولايات المتحدة وايران وهو ما يزعج اسرائيل ونتنياهو خاصة، وربما مواصلة الهجمات العدوانية الاسرائيلية على لبنان هي للتخفيف من الانزعاج الاسرائيلي من المحادثات الاميركية الايرانية!! وليس صدفة ان تعلن اسرائيل عن سلاح جديد اسمه “بار” واستخدمه الجيش في ضربات خلال الحرب على لبنان، وهو مزود بقدرات ملاحية مستقلة ونظام توجيه يعتمد على الليزر ومداه 30 كيلومترا ويتميز بقوة تدميرية تفوق الصواريخ المستعملة
وليس صدفة ان تتحدث CNN عن قرب نهاية الحرب بالباردة مع احتدام الحروب في اوكرانيا وغزة واليمن ولبنان الى جانب التوترات العسكرية من اوروبا واسيا ولا نهاية في الافق التسليحي العالمي المتصاعد وهو على ارتفاع منذ عام 1988 اي العام الذي سبق سقوط جدار برلين
وكانت المملكةالعربية السعودية اكبر دولة منفقة عسكريا في الشرق الاوسط بحلول عام 2024 وسابع اكبر دولة منفقةعالميا، وشهد انفاقها العسكري زيادة طفيفة بنسبة 15% الى ما يقدر بـ803 مليار دولار اميركي ولكنه لا يزال اقل نسبة 20% مما كان عليه عام 2015 الى ما يقدر بـ 80 مليار دولار ولكنه لا يزال اقل بنسبة 20% عندما بلغت عائدات البترول ذروتها
وانخفض الانفاق العسكري الايراني بنسبة 10% ليصل الى 7.9 مليار دولار عام 2024 وقد حد على ايران بشدة على قدرتها على زيادة الانفاق ، بينما ارتفع الانفاق الاسرائيلي بنسبة 65% ليصل الى 465 مليار في عام 2024 وهي اكبر زيادة سنوية منذ حرب الايام الستة 1967 مع استمراراها في شهر حرب على غزة وتصعيد الصراع مع حزب الله في جنوب لبنان وارتفع العبئ العسكري الاسرائيلي الى 88% من الناتج المحلي الاجمالي وهو ثاني اعلى معدل في العالم في حين ارتفع الانفاق العسكري اللبناني بنسبة 58% عام 2024 ليصل الى 633 مليون دولار
وبالامس اثار قرار الحكومة الجزائرية المتعلق بالتعبئة العامة الكثير من الجدل والتساؤلات سياسيا وامنيا في ضوء ازمة ديبلوماسية مع فرنسا وتوتر سياسي مع مالي في الجنوب وعلاقات مقطوعة مع الرباط غربا وتهديدات امنية مع ليبيا في الجنوب الشرقي، وقالت ادارة الرئيس الاميركي ترامب انها بحثت مع ليبيا وبولندا امكانية ارسال مهاجرين لديهم سجلات جنائية موجودين في الولايات المتحدة الى هذين البلدين !!!
وفي الساعات الماضية قال رئيس وزراء العدو نتنياهو انه يرى فرصة بالغة الاهمية لاسرائيل منذ سقوط بشار الاسد لاعادة تشكيل الشرق الاوسط وتقسيم سورية الى مناطق حكم ذاتي اصغر!!
وليس ببعيد تدريبات حربية في بحر العرب تجريها الهند على هامش التوترات مع باكستان ما ينبئ بحرب الممرات البحرية الملتهبة في البحر الأحمر الا ان ما يجري في سورية قد يكون بداية لخرائط جديدة تبدأ من سورية حيث النظام الجديد لا يكاد يسيطر على الميليشيات والفصائل المحسوبة عليه والقادمة من اكثر من بلد بعد سلسلة المجازر في الساحل وحمص واليوم بالقرب من العاصمة وما كلام نتنياهو يأتي من فراغ، وهو يدرك ان سلطة دمشق الحالية تكاد لا تمون على الميليشيات المحسوبة عليها والتي هي مختلفة شكلا وتاريخا ودونها صعوبات على الارض وضحايا على خلفيات طائفية ومذهبية لا تبشر بالقدرة على فرض “نظام الدولة” وبالامس قال المرصد السوري للاعلام الذي عرفناه عنيفا في عدائه للنظام السوري السابق يقول ان العديد من المناطق السورية من دمشق الى ضواحي حلب وادلب تتعرض لقصف اسرائيلي يومي دون ان يتمكن النظام الجديد من الدفاع عن البلاد بعد تدمير جميع تجهيزاته، ولا يرى المرصد السوري اي بارقة امل في قدرة النظام الحالي عن مجابهة اعدائه في الداخل السوري قبل غيره، ويرى المرصد ان الهتافات الطائفية والمذهبية في الايام الماضية كانت ابشع من ان يخطر على بال، وان الدولة في دمشق تعلم او لا تعلم شيئا عن المجازر الطائفية والقتل على الهوية في الساحل السوري امتد الى وسط البلاد وغربها وجنوبها والدولة لا تستطيع السيطرة على الميليشيات التي استقدمتها الى الداخل السوري !!
وقبل يوم اجتاح العدو الأجواء السورية وفرض هيمنته في سماء دمشق وحماه وادلب وطرطوس واللاذقية وحمص ومحيط حرستا في ريف دمشق وريف درعا الشمالي ومحيط مدينة ازرع بريف درعا، دون ان تملك سورية القدرة على حماية اجواءها !!
والاخطر من ذلك ان يقول المرصد ان المكونات السوري كافة اليوم تطلب الحماية الدولية مع تزايد الشعارات الطائفية ومن دون تحفظ
ولان هذه الاحداث الضخمة بدأت في المنطقة في تشرين الاول 2023 وهي مرشحة ، وتلوح اسرائيل باتساع العمليات العسكرية وخاصة بعد سقوط النظام السوري السابق، ويجد نفسه وسط هذا الجحيم ونسأل الله ان يوفق الله عهد الرئيس جوزيف عون والحكومة الى بسط سيادة الدولة وتحلق اللبنانيين كل اللبنانيين لدعم مسيرة العهد والعودة الى وحدتنا الوطنية والابتعاد عن كل المطبات والافخاخ ضنا بأرضنا وعيشنا ووحدتنا
واختتم بقول الله تعالى ” وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)هود “