Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

٥ آب محطة مفصلية يبنى عليها

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

 تصريحات رئيس الجمهورية يوم الخميس الماضي في عيد الجيش في كلمة القاها في وزارة الدفاع جاءت بحلة تحمل اكثر من إشارة ، واكد فيها ثوابت الامس وضرورات الغد في وقت يقف فيها لبنان وسط خيارات احلاها مر، واكد فيها ان الدولة يجب أن تكون الجهة الوحيدة التي تحتكر استخدام القوة العسكرية على كامل الاراضي اللبنانية ، وان الدولة امام فرصة تاريخية لاعادة بسط سلطتها الكاملة، داعيا جميع القوى السياسية الى التكاتف حول مشروع وطني جامع يعيد الاعتبار للمؤسسات ويعزز من وحدة القرار الامني والعسكري في البلاد ، مع التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية وسحب سلاح جميع القوى المسلحة ومن ضمنها حزب الله وتسليمه الى الجيش اللبناني

وتتزامن تصريحات الرئيس مع مساع لبنانية لاطلاق خطة سياسية امنية تنص على وقف فوري للهجمات الإسرائيلية في الجنوب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي يحتلها، مقابل التزام داخلي لنزع سلاح المنظمات المسلحة كافة ودمجها في مؤسسات الدولة الرسمية

بالمقابل قوبل هذا الكلام برفض قاطع واعتبره الشيخ نعيم قاسم “خدمة مباشرة لإسرائيل”

وتبرعت جهات محلية بتأكيد مقررات مجلس الأمن الدولي ولا سيما القرار ١٧٠١ التي نصت على ضرورة أن تفرض الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة جنوب نهر الليطاني ، وان لا يكون هناك وجود مسلح خارج إطار الدولة ، وهو ما التزم به حزب الله ، قابله تجاهل اسرائيلي بالابقاء على احتلال القمم الخمس وتماديه في الاغارة والقصف الذي لم يتوقف يوما واحدا !!! وكأنه يريد تنفيذ خطته بضرورة الانسحاب خطوة لبنانية مقابل خطوة لبنانية!!!!

وينتظر لبنان في الساعات القادمة اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء لانتاج صيغة مقبولة في موضوع سلاح المقاومة ولانضاج صيغة تؤكد التوازن الذي لا يفجر الوضع الداخلي بوجود من يهدد بالاستقالة على خلفية السلاح ، ولا تتلاقى مع الرغبة الإسرائيلية باندلاع انقسامات لبنانية داخلية على وقع موقفين لفخامة رئيس الجمهورية والشيخ نعيم قاسم ، يُفهم ان اجتماع تم بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وبين مرجعية لبنانية على هامش جلسة الثلاثاء و يُفهم ان الحوار كان منطقيا وطيبا

وفي سياق متصل تبين ان التمهيد لجلسة الثلاثاء لم ينقطع وان التفاهم بين المعنيين يتمحور “الصدام ممنوع” والافضل هو الذهاب الى مخرج يجري الاتفاق عليه، مقابل محاولات ترويجية مشبوهة تقوم بها جهات معروفة

ومازالت بيروت تراهن على موقف أميركي يلزم العدو الإسرائيلي بوقف إطلاق النار ، ومن شأن ذلك ان يساعد في صياغة سياق زمني وسياسي وامني يحول دون خروج الامور عن السيطرة ، وقد يتبلور كل ذلك من خلال خارطة المشاركين في جلسة الثلاثاء على قاعدة هواجس الداخل ومقتضيات الخارج

ولو اردنا استقراء الموقف الأميركي مما يجري في لبنان لوجدنا الإدارة الأمريكية منشغلة بالحرب الأوكرانية الروسية وحث الرئيس ترامب الرئيس بوتين بوقف الحرب في خلال ايام وتلويحه بالعقوبات على وقع تسيير غواصتين نوويتين اميركتين نحو المياه الروسية ، الى جانب انشغاله بفرض الرسوم الجمركية على عشرات الدول

وفي الجانب الإسرائيلي ، القيامة قائمة بين نتنياهو ومعارضيه وخصوصا تعثر صفقة التبادل ومستقبل اسرائيل في الشرق الأوسط وهو الاهم والذي سنعود اليه في بيانات قادمة

وبالعودة الى جلسة ٥ اب ، فبعض القوى السياسية تلمح الى نيتها تكرار جلسة ٥ ايار وتتحدث عن ” مغامرات ” يمكن القيام بها على خلفية ما قاله رئيس الجمهورية عن حصرية السلاح للدولة ولا احد غيرها ، وعن امثالهم يقول رب العالمين “وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) الانفال”

وحتى الساعة ما زالت الاتصالات قائمة بين رئيس الجمهورية والنائب محمد رعد حتى انعقاد جلسة مجلس الوزراء في الخامس من اب الجاري وكأننا على موعد مع واقع لبناني جديد ينهي حالة الجمود ويقول رئيس تحرير النهار الاستاذ نبيل بو منصف : لابد من واقع جديد يطوي ايام الانتظار الطويلة يكون فيها حزب الله كمكون كبقية المكونات اللبنانية خلف الجيش اللبناني ولا احد غيره

ويقول الاستاذ علي بردى وهو خبير في الشؤون الأميركية ومقره واشنطن ان لبنان ليس في موقع يسمح له بطلب ضمانات وهو البلد الذي يمتاز بمحبة الكثير من الدول وبينها الولايات المتحدة ، واخشى ما أخشاه ان تُصعّد اسرائيل اعتداءاتها على لبنان لتعطيل محبة الاميركيين للبنان وعودة المهجرين اللبنانيين الى قراهم وان لا يكون لبنان رأس حربة لاحد

ورغم أننا اخرنا اختتام هذا البيان حتى ساعة متأخرة من ليل الاحد، املا ان تكون لدينا معلومات مؤكدة عن اجتماع مجلس الوزراء يوم ٥ اب، وهو ما لم يتوفر لنا سوى ان الولايات المتحدة رفضت جواب لبنان الذي حمله براك في اختتام زيارته الأخيرة ، وليس من جديد نضيفه سوى ان نطلب من الله تعالى ان يحفظ وطننا

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

بيروت في ٢٠٢٥/٨/٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى