مع إطلالة ذكرى ولادة الرسول الأكرم محمد (ص) وما تحمله من نفحات الرحمة الإلهية، يطلّ أسبوع الوحدة الإسلا مية الذي أرسى دعائمه الإمام الخميني (قده) ليكون جسرًا جامعًا بين المسلمين، تتلاقى عنده القلوب على محبة خاتم النبيين محمد (ص). وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لجبهة العمل الإسلا مي في لبنان، الشيخ زهير جعيد، في حديث لموقع العهـ.د الإخباري، أنّ المناسبة المباركة تمثل محطة حقيقية لتجديد الولاء لرسول الأمة وتكريس نهج الوحدة في مـ..ـواجهة مشاريع الفتنة والتجزئة.
المولد النبوي جامعٌ للأمة
ولفت: إلى أنّ الإمام الخميني (قده) أراد من خلال إعلان أسبوع الوحدة أن تتحول ذكرى المولد إلى مساحة لقاء بين المسلمين بدل أن تكون موضع خلاف، موضحًا: “إن تعدد الروايات بين 12 و17 ربيع الأول لم يكن يومًا سببًا للتناحر، بل يمكن تحويله إلى فرصة لتوسيع دائرة الاحتفال لتشمل أسبوعًا كاملًا. وهذا النموذج يمكن أن يُعمّم على مختلف قضايا الأمة، بحيث يُستفاد من التعدد والاختلاف بدل تحويله إلى فتنة”.
الاختلاف غنى لا نقمة
وشدد الشيخ جعيد: على أنّ الاختلافات الفكرية والمذهبية داخل الأمة أمر طبيعي، بل هو مصدر غنى، إذا جرى التعامل معها بروح عقلية بنّاءة.
وأضاف: “المطلوب أن نعتبر هذا التعدد ثروة فكرية وثقافية، وأن نستفيد منه لإعمال العقل وإيجاد الحلول، لا أن يتحول إلى أداة للتكفير والإلغاء”. وأوضح “أنّ أخطر ما تواجهه الأمة اليوم هو تحويل الخلاف الفكري إلى اقتتال مذهبي يُستخدم وقودًا لمشاريع التفتيت التي تخدم الـ.ـعــ.ـدو الصهـــيونـ.ـي والاستكبار العالمي”.
وحدة الميدان بين فلسـ.ـطين ولبنان واليمن
وانتقل الشيخ جعيد: للحديث عن الواقع الراهن، مؤكدًا أنّ الأمة تشهد اليوم حالة من الوحدة الإسلا مية لم يسبق لها مثيل، وقال: “ما نشهده اليوم في ميادين المـقـاومة يترجم عمليًّا معنى الوحدة الإسلا مية. فالمـقـاومة في لبنان التي يشكل أبناؤها من الطائفة الشيعية الغالبية، تقف إلى جانب المـقـاومة الإسلا مية في فلسـ.ـطين، في غـ..ـزة تحديدًا. وكذلك اليمن العظيم، بجيشه وشعبه وصموده، يقف إلى جانب غـ..ـزة بلا حسابات مذهبية، وكذلك الجمهورية الإسلا مية في إيران التي قدّمت ولا تزال تقدم كل أشكال الدعم للقضية الفلسـ.ـطينية”.
وأضاف: “هذا التلاحم بين المـقـاومات في فلسـ.ـطين ولبنان واليمن وإيران، هو أوضح تعبير عن وحدة الأمة في مـ..ـواجهة الـ.ـعــ.ـدو الصهـــيونـ.ـي. إنه تجسيد عملي لإرادة الرسول (ص) أن تكون الأمة جسدًا واحدًا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”.
مـ..ـواجهة المشروع الصهـــيونـ.ـي والأميركي
ورأى الشيخ جعيد: أن ذكرى المولد النبوي وأسبوع الوحدة يوجبان إعادة تصويب البوصلة، مؤكدًا أنّ: “الـ.ـعــ.ـدو الحقيقي للأمة ليس أخاها المسلم المختلف معها في الرأي أو المذهب، بل المشروع الصهـــيونـ.ـي والأميركي الذي يسعى إلى تمزيق المنطقة وإشعال الحروب الأهلية”، وأضاف: “من هنا، فإن إحياء المولد النبوي ينبغي أن يكون مناسبة لتوحيد الصفوف وتجديد الالتزام بخيار المـقـاومة والوحدة في وجه الطغيان”.
وختم: بالتأكيد على أن: “هذه المناسبة المباركة لا ينبغي أن تقتصر على مظاهر الفرح أو الاحتفالات الشكلية، بل يجب أن تتحول إلى مدرسة دائمة للتلاقي والتعاون، وإلى محطة لإحياء جوهر الرسالة المحمدية التي جمعت بين الرحمة والوحدة والجـ..ــهاد في سبيل الحق.