ما يَحزُّ .. في القلب

المجزرة الدمويّة .. المذبحة الشنيعة .. المحرقة الحقيقيّة .. الإبادة الجماعيّة .. جريمة العصر المهولة .. حرب التجويع الرهيبة البشعة .. كلّ وسائل القتل الهمجيّة الدمويّة .. كلّ ما يملكه العدو اليهودي الصهيوني من وسائل القتل والدمار والخراب والهلاك .. وبكلّ هذا الدعم الوحشي الأميركي .. وهذا الضوء الأخضر والأحمر الأميركي البائس .. وهذه الأسلحة الفتّاكة المدمّرة الأميركية .. كلّ هذا تُحاصر به غزّة العزّة .. وتُقصفُ به غزّة العزّة .. وتُجوّعُ به غزّة العزّة ..

 منذ أكثر من 22 شهراً .. أكثر من 62 ألف شهيد .. مائة وعشرون ألف جريح .. الآف المفقودين .. دمار هائل منقطع النظير .. نازحون في كلّ مكان .. ومن مكان إلى مكان .. عشرات بل مئات الآف الخيم المنتشرة في القطاع .. بحثاً عن مكان آمن .. إذا وُجِد ..

ما يحَزُّ في القلب .. أنّ غزّة العزّة .. حرّكت العالم أجمع .. وضمائر العالم أجمع .. ومشاعر وعواطف العالم أجمع .. ونزلت النّاس إلى الشوارع .. وحرّرت إنسانيّتهم .. وذرفت العيون .. وتظاهرت النّاس بالملايين وما زالت .. وهم من غير العرب والمسلمين ..

ما يحَزُّ في القلب .. هو أين نحن من كلّ هذا .. أين العربُ .. أين المسلمون .. أين التظاهرات الرنّانة الداعمة لغزّة العزّة .. والمتضامنة مع غزّة العزّة .. أين بيروت عاصمة المقاومة .. لِما لا تمتلئ ساحة الشهداء دعماً ونُصرةً وتضامناً وتأييداً لغزّة العزّة .. لِما لا تمتلئ ساحة النّور في طرابلس من أجل غزّة العزّة .. أين ساحة إيليّا في صيدا .. أوليست غزّة العزّة .. وفلسطين المحتلّة الجريحة .. من أولوياتنا يا تُرى .. ماذا حلّ بنا .. ماذا حلّ بهذه الأمّة .. أمّة المليارين ومئتي مليون مسلم وأكثر .. أليس فينا رجلٌ رشيد .. أم بتنا غثاءٌ .. كغثاءِ السيل ..

حسبنا الله ونعم الوكيل .. ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم .. والسلام ..

أمين سر جبهة العمل الإسلامي في لبنان/عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي

الشيخ شريف توتيو