Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

لبنان في قلب متغيرات الشرق الأوسط 

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

 قفز لبنان في الأيام الماضية فوق حاجز النار بحكمة من يُفترض به الحكمة ولم تنفرج اسارير اللبنانيين الا بنهاية يوم الجمعة الماضي على وقع الاخبار السارة التي اعلنها وزير الاعلام بول مرقص بشأن مصير السلاح وموافقة مجلس الوزراء على خطة الحكومة، وعلى النحو المعلن والمذاع، وأكد وزير الاعلام ان الخطة التي سيتولاها الجيش ستكون وفق الامكانيات المتوفرة لوجستيا وماديا وبشريا حتى تتمكن الدولة من حصرية السلاح وبسط سلطتها على جميع اراضيها، وان لبنان اتخذ تنفيذ ما ورد في الورقة الأميركية ، بينما “اسرائيل” لم تلتزم بشيء وابقت على احتلالها للتلال الخمس، لا بل تمادت في عدوانيتها خرقا واجتياحا جويا واغتيالا، في حين ان لبنان التزم القرار ١٧٠١ ومازلنا متمسكين به !!!

ولذلك،

الاولوية لاجبار اسرائيل على احترام بنود وقف اطلاق النار وهو الامر الذي يشدد فيه الثنائي الوطني على اولوية احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وبرعاية الولايات المتحدة ، وتلك اولوية تتقدم على التفاصيل الاخرى…

ولا شك ان مقاطعة نواب الثنائي الوطني لجلسة اقرار حصرية السلاح في يد الدولة لم يكن اعتراضا على هذه الحصرية، بل على حساب السيادة الوطنية قبل اي شيء اخر ، وهو ما يبدو ثقيلا جدا على شعب قدم الاف الشهداء الى جانب ما لحقه من هدم وتجريف واحراق عشرات القرى والبلدات ومازالت مئات العائلات تعيش مرارة التهجير والابتعاد عن أرض الاباء والاجداد في عموم بلاد بشارة

ومع ذلك رأينا كيف تعامل الثنائي الوطني قبل وخلال التحضير لجلسة يوم الجمعة الماضي واكتفى بتسجيل اعتراضه على توقيت قرار الحصرية في حينه واعلن تأييده لمطالعة العماد قائد الجيش في مسألة حصرية السلاح والترحيب المنقطع النظير بتكليف الجيش اللبناني بهذه المهمة الوطنية ضمن اوقات وظروف وتحديدات واحداثيات الجيش دون تحديد مهل للتنفيذ ، وهو من ضمن إجراءات ومخططات ستطال الشرق الاوسط برمته ويفترض ان تكون الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس قد حطت في بيروت مجددا ويرافقها قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا واجتماعهما بحضور السفيرة الأميركية الى اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار ومواكبة خطة الجيش اللبناني والبحث في احتياجات الجيش اللبناني بالمعدات والسلاح ليتمكن من القيام بدوره، والتقى الاميرال الأميركي براد كوبر بالرئيس جوزيف عون الذي طالب واشنطن بالضغط على إسرائيل للانحساب من الاراضي التي تحتلها من لبنان ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره ووقف الاعتداءات واعادة الاسرى وتطبيق القرار ١٧٠١ وتنفيذ قرار حصرية السلاح لتكون المرحلة الأولى بداية لحصرية السلاح وتنظيف جنوب الليطاني قبل شهر واحد من نهاية السنة قبل ان تبدأ المرحلة الثانية ما بين جنوب الليطاني والاولي وصولا الى المراحل الاخرى

اما التحرك الفرنسي لدعم لبنان فكان اكثر حميمية

لذلك نرى ان الشرق الاوسط يتغير ، وقد تكون له حدود جديدة ولم تتضح الصورة التي ستكون عليها المنطقة ، وان لبنان، وهو ما يهمنا اكثر من اي شيء اخر ، وهو تفصيل صغير في فضاء الشرق الأوسط ، وان ما يجري في المنطقة عامة ولبنان خاصة، ويقول رئيس وزراء العدو نتنياهو امام الكنيست في شهر نيسان الماضي: سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا ما ننفذه في كسر محور الشر في غزة ولبنان وسورية ومواقع اخرى !!

وقد غاب عنه ان حلمه لن يتحقق في شرق اوسط حديد لانه سيكون منقوصا ومنزوعا منه جوهره وهي فلسطين. وإسرائيل اليوم اكثر عزلة من اي وقت مضى وهي في عزلة غير مسبوقة في تاريخها منذ اربعة عقود

وحسبنا قول الله تعالى “أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)يونس”

بيروت في ٢٠٢٥/٩/٨

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى