زار وفد قيادي من حزب الله برئاسة عضو المجلس السياسي / مسؤول ملف العلاقات الإسلامية سماحة الشيخ عبد المجيد عمّار يرافقه المعاون المحامي علي المولى المركز الرئيسي لجبهة العمل الإسلامي في بيروت وكان في استقبالهم (منسّق عام الجبهة سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد ـ أمين سر الجبهة سماحة الشيخ شريف توتيو ـ وأعضاء قيادة الجبهة سماحة الشيخ عبد الله جبري ـ المحامي محمّد ملص ـ بسّام الزين ـ والخبير حسين كلش).
وجرى البحث والتداول في الشؤون الإسلامية العامة، وفي تطوّرات الساحة الداخلية والإقليميّة، وما تحمله من مواقف تصعيدية خطيرة لجهة القرارات المتسرّعة والخطيرة في آن الصادرة عن الحكومة فيما خصّ حصرية السلاح والطلب من الجيش اللبناني وضع خطّة لهذا الأمر دون الإلتفات إلى ما يقترفه العدو من جرائم وإنتهاكات واعتداءات وخروقات واغتيالات يوميّة بحقّ لبنان وشعبه وحريّته وسيادته، ودون الطلب من قيادة الجيش اللبناني بضرورة وضع خطّة عمليّة أيضاً في كيفيّة مواجهة هذا العدو اليهودي الصهيوني المجرم المتغطرس الذي يسعى بفرض أجندته على لبنان قهراً بقوّة السلاح والإعتداءات اليوميّة المكشوفة دون رادعٍ أو حسيبٍ من أحد.
وكذلك تمّ البحث في عدوان الإبادة الجماعيّة المستمر على قطاع غزّة العزّة، والذي أخذ منحىً خطيراً للغاية من خلال جريمة العصر غير المسبوقة وحرب التجويع التي فاقت كلّ تصوّر، إضافة إلى القصف اليومي للقطاع من أقصاه إلى أقصاه بصواريخ الطائرات والقذائف الثقيلة والمحرّمة دوليّاً، ما يستدعي ضرورة التدخل الدولي والعالمي والعربي والإسلامي لوقف تلك المذبحة والمحارق الكبرى التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني اليوم.
وعقب اللقاء صرح كل من:
سماحة الشيخ عبد المجيد عمّار ففال:
في سياق ما يقوم به حزب الله من جولات على الأحزاب والقوى والفعاليات قمنا اليوم بزيارة جبهة العمل الإسلامي لنؤكد على الثوابت التي تجمعنا معاً
وأتذكر هنا منذ انطلاق الجبهة على يد الدكتور فتحي يكن الذي كان يعبّر أنها انطلقت في مرحلة انعدام الوزن، أراد من هذه الجبهة أن تكون هي ميزان في تصويب المسار والتأكيد على الثوابت في حق لبنان بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية ووحدة هذا البلد والمسلمين.
اليوم يواجه لبنان هذه التحديات وتزداد مع الغطرسة الصهيو – أمريكية بفعل الاحتلال والخروقات والاغتيالات و بفعل الإملاءات الأمريكية التي تمارس على مؤسساته، وخصوصاً في القرار الذي اتخذته الحكومة والذي قد يضع البلد بأكمله على حافة الانهيار والضياع.
نحن هنا لنؤكد أن المقاومة هي حق في كافة القوانين والشرائع والمجتمعات، اليوم الاحتلال لا يزال رابضاً على نقاط كثيرة ولا يزال يشكل تهديداً خطيراً على هذا البلد في منع نهوضه وأن يكون قوياً.
لذلك نقول نحن خيار تمسكنا بالمقاومة وسلاحها حتى نمكن هذا البلد من الدفاع عن نفسه وان يكون سيادياً حقاً، وعندما يستطيع الجيش اللبناني الدفاع عن هذا البلد ويرسي قواعد السلم نحن نقف خلف هذا الجيش.
من هنا نؤكد أن مقاربة سلاح المقاومةلا يمكن أن يطرح إلا من خلال استراتيجية دفاعية واحدة يمكن هذا البلد من الدفاع عن حقه وسيادته فيه، ونأمل أن تمنع الحكومة الاملاءات الخارجية.
السيادة ليست شعار، لا أحد يريد أن يكون لبنان قوياً، وبالتالي الذي يراهن على ما يسمى مؤسسات دولية، بعد وقف إطلاق النار منذ ٧ أشهر لم تفعل هذه المؤسسات شيئاً، بالعكس عندما طالب لبنان بحقه في ضمانات لردع العدو كلهم تملصوا من هذه الضمانات. لبنان لا يمكن أن يردع العدو ويمارس سيادته إلا بتوحيد كافة القوى لمواجهة هذه التحديات.
ثم صرح سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد فقال:
تشرفنا اليوم باستقبال وفد حزب الله برئاسة الأخ سماحة الشيخ عبد المجيد عمار، وكما أشار إلى تأسيس الجبهة الذي كان في لحظة مفصلية تاريخية على يد المؤسس الداعية فتحي يكن ليعلن وقتها الشراكة الكاملة مع حزب الله، هذه الجبهة التي بقيت على هذا النهج، فنهجها المقاومة والدفاع عن فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بأرضه، والتي كانت عنوان الوحدة الاسلامية دائماً، وكانت تقف دائماً في وجه الإرهاب والتكفير، هي نفسها اليوم ما زالت على نفس النهج والمسار.
اليوم هناك مؤامرة كبرى على لبنان وليس على حزب الله فقط، المقاومة هي سلسلة ذهبية كانت وما زالت تتألف من كل القوى والأحزاب الوطنية الشريفة في هذا البلد، ونحن في جبهة العمل الإسلامي نفتخر بأن قوات الفجر فصيل من فصائل الجبهة والذين واجهوا العدو في جنوب لبنان وقاوموه الاحتلال في مدينة صيدا وكان لهم دور أساسي في تحريرها من براثن العدو، من هنا نحن جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة.
المؤامرة اليوم ما زالت مستمرة وبشكل أكبر، لكن للأسف هناك كثيرون في بلدنا يراهنون على هذه المؤامرة وكانوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم، هذا المشروع الذي سمي مشروع براك هو مشروع صهيوني بامتياز وللأسف الحكومة اللبنانية تطرحه على طاولتها بدل نقاش مشروع استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من العدوان الإسرائيلي.
هذه المقاومة التي دافعت عن الكنائس في مرجعيون وبقية المناطق المسيحية، والخلوات في حاصبيا والبياضة، والمساجد السنية والشيعية دون تفرقة، أنا أتحدث عن مقاومة حزب الله الذي لم يكن في يوم من الأيام مقاوماً مذهبية أو طائفياً، بل كان حريصاً على أمن الوطن وهذا البلد.
من هنا نحن نُكبر هذا الحرص الكبير لدى حزب الله، هذه العقلانية التي يتحلى بها في التعاطي مع هذه الهجمة عليه وعلى كل الشرفاء في هذا الوطن، لذلك أقول نحن إلى جانب حزب الله وكل المقاومين من أجل إسقاط هذه المؤامرة مرة أخرى كما أسقطناها عدة مرات من قبل ولن يبقى في هذا البلد إلا الشرفاء.