اعتبر منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد أنّ النائبة غادة أيوب حاقدة وطائفية في حديثها وفي مواقفها، وهي حقيقة نائبة للوطن وليست نائب عن الوطن، فالنائب عن الوطن يعمل جاهداً لمصلحة الوطن ومصلحة أبنائه في إعادة بناء الثقة والاحترام المتبادل، ويتمتع بالمزايا الخلقية العالية والصفات الحميدة وخصوصاً فيما يخصّ شريكه في الوطن.
ولعلّ الذاكرة خانت هذه النائبة ومن تنتمي آليه ومن وراءها وكل المُحرّضين أمثالها أنّ المسلمين في عصرهم الذهبي وعلى مدى ال 1400 سنة التي ذكرتها مُتبجّحة، هم من حافظوا فيها على الكنائس وعلى عبادات وشعارات أهلنا وشركائنا في الوطن المسيحيين على مدى كل تلك السنوات والتاريخ يشهد بذلك، والوثيقة والعهدة العمرية أبقت على كنيسة القيامة في القدس بعد أن رفض سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصلاة فيها كي لا تتحوّل إلى مسجد حين استلم مفاتيح القدس من الراهب “إيليا” في أبهى صورة للدفاع عن الوجود المسيحي، والجميع يعرف فتوى الإمام الأوزاعي المتعلّقة بهذا الشأن حين وقف بوجه السلطان العثماني وقال له فتواه الشهيرة: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.
إنّنا كمسلمين نفخر ونعتزّ بإسلامنا وخُلقنا وتاريخنا وتراثنا، وكان من الخطأ الفادح الذي يجب أن لا يتكرر إعطاء أهلنا في مدينة صيدا أصواتهم لهكذا مخلوق مغموس ومجبول بالحقد ومُتكبّر ويُبرّر لنفسه الحجج لكي لا يعتذر.
نحن لا نطلب الاعتذار من أحد لأن هذه القضية لا تنتهي بمجرد اعتذار، وخاصة من هؤلاء المعروفين بتاريخهم وماضيهم الأسود الحاقد وبتعاملهم مع العدو الإسرائيلي وخصوصاً في اجتياح بيروت عام 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا الرهيبة، فاليوم تكرّر النائبة أيوب ومن خلفها تلك المجازر سياسيّاً وترفع الصوت الطائفي التحريضي الحاقد الخطير على وحدة الوطن.
نحن نستغرب أشدّ الاستغراب، بل ونستهجن أن ترتفع المتاريس الطائفية من جديد، وهذا أمر مقلق ومخيف، وعلى الدولة اللبنانية وأجهزتها كافة، وعلى النيابة العامة ومجلس النواب بشخص رئيسه المحترم والحريص كل الحرص على الوطن ووحدة الوطن ونبذ العنف والفتنة بين اللبنانيين دولة الرئيس نبيه بري التحرك لرفع الحصانة عن تلك النائبة ووضع حدّ لتصرفاتها وأقوالها ومواقفها المسيئة للمسيحية والسيد المسيح عليه السلام قبل إساءتها للمسلمين، والمؤذيّة للوطن والمواطن على حدٍّ سواء. ونطالب مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان اتخاذ موقف حاسم وحازم واتخاذ صفة المدَّعي العام لأنه الجهة الرسمية التي تمثل كل المسلمين في لبنان.