Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار عربية

خطير جدا : الحرب الموعودة تسبق حرب نهاية الزمان

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

بات واقعا ان الشرق الاوسط بكامله بات تحت مسلمات تغييرية واعادة تركيب جديد يغير الملامح والجغرافيا ولا يطال دولة الاحتلال في فلسطين ، لا بل ان كل هذه التحولات تصب في مصلحة “اسرائيل” التي اعلنت بدورها انها ستشهد قيام الدولة القومية اليهودية على حساب جيرانها من الدول العربية ، وهو ما اعلن فعلا عام ١٩٤٨ بعد انتهاء الانتداب البريطاني بفضل جهود الحركة الصهيونية التي سعت لاقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين..

وفي العام ١٩١٧ اصدر وزير خارجية بريطانيا “وعد بلفور” وفي العام ١٩١٨ اقر الكنيسة الإسرائيلي قانون الدولة القومية الذي يؤكد ان إسرائيل دولة يهودية لغتها العبرية، حتى ان دولة إسرائيل عام ١٩٤٨ لم تؤكد دستورية الدولة اليهودية ولم تحظى بالاجماع المطلوب

وتعتبر المراجع الإسلامية أن القرآن الكريم هو الاساس المعتبر والاخير وان اي مرجع يهودي يتعارض مع النص القرآني هو غير صحيح وهو تحريف بأحسن الحالات

ويعتمد اليهود في عقيدتهم وشريعتهم وافكارهم على قراءة تاريخ اليهودية كمصدر أساسي لهم وهو العهد القديم والتلمود

ويرد المسلمون على ادعاءات اليهود بأنها تتعارض مع النص القرآني لان الله سبحانه وتعالى اوحى الى موسى عليه السلام كتابا سماويا لهداية بني إسرائيل هو التوراة ولا شيء اخر تصديقا لقول الله تعالى “إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤) المائدة”

وهناك اختلاف في لغة التوراة عن لغة موسى عليه السلام اذ ان اللغة العبرية نشأت بعد دخول اليهود لفلسطين واختلاطهم بالكنعانيين اي بعد وفاة موسى عليه السلام الذي ولد في مصر ونشأ فيها وتكلم بلغة اهلها، وبما أن اليهود مكثوا فيها ٤٣٠ عاما كما في سفر الخروج ١٢:٤٠ فمن المنطقي القول انهم تكلموا لغة أهل البلاد وربما احتفظوا بلغتهم التي يتكلمونها قبل رحيلهم الى مصر الى جانب اللغة المصرية

ولتبيان “الاحلام” الصهيونية هنا موقف واضح لنتنياهو منذ ايام من المفيد الاطلاع عليه ننشره بحرفيته :

نتنياهو ظهر امس امام كاميرات الاعلام معلنا رغبته في احتلال كامل ارض فلسطين التاريخية وضم اراضي من مصر والأردن وسورية والسعودية ، الهدف هو إقامة ما يسميه بعقيدته “اسرائيل الكبرى” التي تعتقد انها ستكون قائدة المنطقة قبل مجيء المسيح المنتظر ووقوع حرب نهاية الزمان

في مقابلة مع قناة ٢٤ الإسرائيلية قدم المذيع شارون جال لنتنياهو تميمة على شكل خريطة “الارض الموعودة” وفق المعتقدات التلمودية ، الخريطة شملت فلسطين التاريخية واجزاء من السعودية والأردن وسورية ونصف سيناء حتى النيل. سأله المذيع ان كان مرتبطا برؤية اسرائيل الكبرى فأجاب نتنياهو بوضوح “نعم مرتبط جدا” واضاف انه يرى نفسه في مهمة تاريخية وروحية تمتد عبر اجيال اخيرا تضمنت هذه الوثيقة اليهودية العديد من الاخطاء بشأن الارض الموعودة من ضمن الاطماع بأرض النيل باعتبارها الارض التي ولد فيها موسى وكذلك تغييب مناطق من العراق حتى شط الفرات والكويت ولبنان وجنوب نهر الاولي

هذه التصريحات مثلت اعلانا صريحا عن مشروع توسعي يتجاوز حدود فلسطين ويكشف ان ما يجري في غزة منذ اكتوبر ٢٠٢٣ هو جزء من حرب دينية تلمودية تهدف الى فرض يهودية المنطقة وتغيير هويتها بالكامل ما يحدث في القطاع من تدمير وتهجير هو نموذج اولي لما يخططون لتطبيقه على نطاق اوسع

جذور هذا الفكر، تعود لعقود نتنياهو منذ ان كان مندوب اسرائيل في الامم المتحدة التقى بالحاخام مناحيم شنيرسون زعيم “هتانيا” الذي يروج لاراء عنصرية تجاه غير اليهود ويدعو لترحيل العرب وقتلهم والسيطرة على ارض فلسطين باعتبارها ارضا مقدسة لليهود

شنيرسون اعتبر نتنياهو مكلفا بمهمة تهيئة اسرائيل لاستقبال “الماشيحا” اي المسيح المخلص في العقيدة اليهودية حسب العقيدة اليهودية اوصاه بتحويل اسرائيل الى مملكة كبرى يحكمها اليهود المتدينون استعدادا لهذا المجيء واخبره انه سيكون اخر رئيس وزراء او “اخر ملوك اسرائيل” قبل ظهور المسيح

منذ ذلك الحين يتصرف نتنياهو وفق هذه النبوءة ، الحكومة الإسرائيلية الحالية تضم وزراء يؤمنون بالفكر ذاته ويتسابقون لتنفيذ المخطط قبل اي تغيير سياسي في المنطقة بدعم كامل من الولايات المتحدة التي ترى في اسرائيل قاعدة غربية لفرض الهيمنة ومنع اي مشروع عربي او اسلامي قوي

تصريحات نتنياهو الاخيرة ليست دعاية سياسية بل جزء من عقيدة دينية تلمودية تؤمن بحرب شاملة لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الخطر قائم والتهديد مباشر للامن القومي العربي بينما الموقف الرسمي العربي ما زال ضعيفا أمام مشروع معلن يهدف الى تغيير هوية المنطقة بالكامل

اللقاء الاسلامي الوحدوي

بيروت في ٢٠٢٥/٨/٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى