وبه نستعين على كلّ طاغيةٍ جبّارٍ ظالمٍ مُعتدٍ أثيم ..
في 21 آب عام 1969 أقدم اليهودي المتطرّف الأسترالي الأصل ” دينيس مايكل روهان ” على إضرام النّار في المصلّى القِبلي في المسجد الأقصى المبارك ما أدّى إلى نشوب حريق كبير .. وإحتراق المنبر التاريخي ( منبر صلاح الدين الأيوبي ) الذي يعود للقرن الثاني عشر .. بالإضافة إلى أضرار كبيرة في أجزاء أخرى في المسجد ..
الشاهدُ الحيُّ اليوم .. وبعد 56 عاماً من هذا الحريق الإجرامي الآثم .. باتت فلسطين الحبيبة كلّها تحترق بأفعال وإعتداءات اليهود الصهاينة المجرمين الحاقدين .. فها هي الإبادة الجماعيّة في غزّة العزّة .. مستمرّة منذ حوالي ال 22 شهراً دون هوادة .. والشهداء تجاوز عددهم ال 60 ألفاً .. والجرحى أكثر من 130 ألفاً .. هي المحرقة الحقيقيّة ( الهولوكوست ) في غزّة العزّة اليوم .. اقترفها العدو اليهودي الصهيوني المجرم الدموي الحاقد دون أن يُحرّك في العالم أحد ساكناً .. ودون أن يرفّ جفن لعينِ أحد عمليّاً وفعليّاً لوقف المجزرة .. المذبحة .. وحرب التجويع المخيفة البشعة ..
نعم هو الحريق المستمر لفلسطين الصابرة الصامدة الأبيّة الجريحة منذ إحتلالها على يد العصابات اليهودية الصهيونية عام 1948 بتفويضٍ صريحٍ ومساعدة ودعم إلى أقصى الحدود من بريطانيا آنذاك .. إلتزاماً منها بوعد بلفور اللعين المشؤوم .. هو حريق الحقد الدفين ضد أهل فلسطين .. هو الحريق الذي لا ولم ولن ينطفئ حتى تقوم الأمّة جمعاء بردّ المعتدين .. وبإطفاء نار حقدهم وإجرامهم الأسود .. وتحرير القدس الشريف .. والمسجد الأقصى المبارك .. وكلّ فلسطين من نهرها إلى بحرها .. وكامل ترابها .. اليوم في غزّة العزّة .. يُسطّر المجاهدون المقاومون أروع الملاحم .. أروع البطولات .. من مسافة صفر .. كما يرى الجميع ذلك .. إنّهم فئة قليلة آمنت بربّها .. فزادهم هُدى وتُقى وثباتاً .. فِئةٌ قليلةٌ هبّت للدفاع عن الحُرمات والمقدّسات .. وأعدّت العُدّة لذلك .. وكان حريّاً بالأمّة .. وعلى الأمّة .. من حكّام وزعماء ورؤساء وملوك وأمراء وشعوب أن يُتابعوا الطريق معهم طريق .. ذات الشوكة .. لإسترجاع أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. ولكن وواأسفاه كان العكس من ذلك تماماً .. لا بل أنّ من الأمّة من تآمر على فلسطين .. من تآمر على القضية .. وتآزر مع العدو اليهودي الصهيوني الغاشم .. وخان العهد مع الله ورسوله ..
نعم بقيت غزّة العزّة تُقاتلُ وحدها اليوم .. وغزّة لم ولن تنسَ لبنان ومقاومة وإسناد لبنان .. ولم ولن تنسَ سيّد المقاومة .. الشهيد الأسمى الأمين القائد .. السيّد الشهيد حسن نصر الله .. وكلّ القادة الشهداء .. ولم ولن تنسَ اليمن .. وإسناد اليمن .. وشهامة وبطولة رجالات اليمن .. عملاق البحار .. وهي بالطبع لم ولن تنسَ إيران الإسلام الداعم الأساسي لها في كافة السبل والمساعدات .. وبكافة الإمكانات المتاحة إلى أبعد حدود .. ولكنّ غزّة العزّة تُقاتلُ اليوم لوحدها .. ومعها إيمانها .. وعقيدتها .. وكتاب ربّها .. ومعها قلوب وأدعية مئات الملايين من المسلمين في العالم .. ومئات الملايين من الأحرار والشرفاء من غير المسلمين في العالم ..
نعم يا سادة غزّة العزّة .. فلسطين الأبيّة الجريحة .. حرّرت عقول العالم كلّه .. لا بل حرّرت العالم .. ولكنّها للآن لم تتحرّر .. والسلام ..
أمين سر جبهة العمل الإسلامي /عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي في لبنان